قصيدة النثر في اليمن.. صراع مع الاستسهال وبحث عن قراءة واعية

     
عدن تايم             عدد المشاهدات : 88 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
قصيدة النثر في اليمن.. صراع مع الاستسهال وبحث عن قراءة واعية

تعود البدايات الفعلية لقصيدة النثر في اليمن إلى أسماء بارزة تركت بصمة واضحة في هذا المسار، من بينهم محمد حسين هيثم، وعبد الودود سيف، ومحمد المساح، وعبد الكريم الرازحي، وعبد اللطيف الربيع. وقد شكّل هؤلاء الشعراء طليعة جمالية وثقافية انحازت لقصيدة النثر بوصفها خياراً فنياً حراً، في مواجهة القوالب الكلاسيكية التي سيطرت طويلاً على بنية القصيدة العربية.

وشهدت التسعينيات ازدهاراً لقصيدة النثر اليمنية، مع تأثر عدد من الشعراء بالحركة الثقافية العربية، وظهور أصوات جديدة دفعت بهذا الجنس إلى الواجهة، مستفيدين من نشاط النقد الأدبي آنذاك، إضافة إلى التلاقح الثقافي الواسع الذي أتاح للشعراء اليمنيين الانفتاح على تجارب عربية وغربية، ما ساهم في ترسيخ الحداثة الشعرية.

يقول الشاعر محمد اللوزي لـ"العربي الجديد" إن قصيدة النثر تصدّرت المشهد الشعري اليمني منذ التسعينيات، وكانت موجودة في الصحف والمجلات والفعاليات الثقافية. ويضيف أن وجود أسماء أدبية عربية، مثل حاتم الصكر وإبراهيم الجرادي، في أروقة جامعة صنعاء كان له أثر واضح في تعزيز حضورها. وأشار إلى أن قصيدة النثر انطلقت خارج الإطار الأكاديمي التقليدي، حيث ظهرت لأول مرة في "حديقة كلية الآداب"، في مقابل القصائد العمودية والتفعيلة التي كانت تدرّس داخل القاعات.

من أبرز تحديات قصيدة النثر: ضعف الوعي النقدي واستسهال كتابتها

ويعتبر اللوزي أن تفشي الأمية يشكّل عائقاً أمام قصيدة النثر، إذ إنها لا تعتمد على الموسيقى والإيقاع الصوتي، بل على التكوين المعنوي والبنية السردية، ما يتطلب قارئاً ومبدعاً واعياً.

ويرى أن تعافي المشهد الشعري بعد الحرب سيعيد قصيدة النثر إلى الصدارة، كونها الأقرب إلى السرد الروائي والقصة، وتمثل تداخلاً بين الأجناس الأدبية، بما تمتلكه من حرية شكلية وإيقاع داخلي خاص بها.

من جانبه، يؤكد الناقد الأدبي علي عبده قاسم، أن قصيدة النثر منذ نشأتها في خمسينيات القرن الماضي، تمردت على القصيدة العمودية وقصيدة التفعيلة على السواء، معتمدة على الإدهاش والمفارقة والدلالة العميقة. ويشير إلى أن قصيدة النثر في اليمن وجدت بيئتها من خلال أسماء مهمة، مثل الدكتور عبد العزيز المقالح، ومحمد حسين هيثم، وشوقي شفيق، وسلطان عزعزي، الذي يُعد نموذجاً متقدماً لهذا الشكل.

ويُرجع قاسم نجاح شعراء قصيدة النثر في اليمن إلى تمكنهم من أدواتهم، وقدرتهم على الكتابة في أنماط شعرية متعددة، إضافة إلى وجود قرّاء متابعين، ومنابر ثقافية احتفت بهذا الجنس الشعري، ما أتاح منافسة جادة في هذا المضمار.

لكن قاسم يُحذر من محاولات "التطفل" على قصيدة النثر، معتبراً أن استسهال كتابتها من غير المتمكنين قد يسيء إليها، خصوصاً في ظل غياب النقد الجاد، ما يجعلها عرضة للخلط بين الغث والسمين. ويؤكد أن مستقبل هذا الجنس الشعري، كغيره من أشكال الإبداع، مرهون بحرية التعبير، وبدور المنابر الثقافية في الاحتضان والتقييم والفرز.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

فيديو | موقف اليمنيين من تحركات الانتقالي في حضرموت والمهرة وتحشيد أنصاره للمطالبة بإعلان دولة الجنوب؟

بران برس | 856 قراءة 

أنباء عن اجتماع مرتقب في الرياض لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة و إنفراجه قريبةللأزمة

يمن فويس | 831 قراءة 

عاجل:معارك عسكرية بمختلف الأسلحة بهذه المحافظة الجنوبية

كريتر سكاي | 818 قراءة 

مصادر محلية: مدافع سعودية ثقيلة وطيران مسير يشعلان مشهد التصعيد في حضرموت

موقع الجنوب اليمني | 768 قراءة 

ضمن خطة هيكلة الجيش.. الرئيس العليمي يعين قيادة جديدة لهيئة الركن بالعمليات المشتركة

موقع الأول | 592 قراءة 

عودة علي سالم البيض إلى عدن بعد سنوات من الغياب.. ورسالة برلمانية حول الوحدة اليمنية

نيوز لاين | 552 قراءة 

عملية استباقية نوعية لشرطة مأرب.. اعتقال قيادي حوثي كُلف بإدارة الخلايا الإرهابية خلفاً للقيادي المعتقل “أحمد قطران”

بران برس | 491 قراءة 

خالد سلمان يكشف عن زلزال عسكري قادم نحو تعز والبيضاء.. وساعات لحسم مصير محور الجبولي

نافذة اليمن | 482 قراءة 

اليمن مات. وهذا ما سيحلّ مكانه!

الوطن العدنية | 446 قراءة 

هل تستخدم السعودية القوة لإخراج قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة؟

الوطن العدنية | 424 قراءة