"قاتل صامت" يتربص باليمنيين في قاع الآبار

     
جهينة يمن             عدد المشاهدات : 135 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
"قاتل صامت" يتربص باليمنيين في قاع الآبار

في الوقت الذي تتزايد حاجة اليمنيين لمياه صالحة للشرب، تواصل الآبار التقليدية حصد أرواح العشرات، نتيجة الصيانة البدائية، وغياب الوعي بمخاطر الاستعانة بمحركات الوقود داخل الأماكن المغلقة.

وفي واحدة من أحدث المآسي، ودعت مديرية حيس، جنوبي محافظة الحديدة، أمس الجمعة، 3 أشخاص من أسرة واحدة، بعد وفاتهم اختناقا بعادم مولد كهربائي، أثناء عملهم على تنظيف إحدى آبار المياه في قرية "النفسة".

وقالت مصادر محلية لـ"إرم نيوز" إن الضحايا نقلوا مولدا كهربائيا إلى مسافة قريبة من قعر البئر، بهدف ضخ المياه إلى الأعلى، ومساعدتهم في تنظيفه بشكل أسرع، غير أن عادم المولد الكهربائي تسبب في إنهاء حياتهم جميعا.

وبحسب المصادر، فإن عملية ضخ المياه إلى الأعلى توقفت فجأة، بعد انطفاء المولد الكهربائي بعد ربع ساعة من تشغيله، وهو الأمر الذي دفع أحد الأشخاص إلى النزول إلى قعر البئر لإعادة تشغيله، غير أنه توفي فورا، ليتبعه شقيقه الآخر في المصير ذاته.

ومع عدم استجابة الشقيقين لنداءات بقية العمال في الأعلى، اضطر خال الضحيتين للنزول إلى البئر لتفقدهما، غير أنه لم يستطع الصمود لوقت أطول ليلقى مصيرهما المأساوي، قبل أن يدرك الجميع وفاة الثلاثة، طبقا للمصادر.

ومنذ أبريل/نيسان الماضي، لقي 16 يمنيا حتفهم اختناقا داخل الآبار، في حوادث متشابهة شمالي وغربي البلاد، بينهم 10 أشخاص من أسرتين في حادثتين منفصلتين شهدتهما محافظة إب، و3 آخرون في محافظة حجة، بالإضافة إلى حادثة الحديدة الأخيرة.

ويشير الخبير الزراعي، المهندس عبد السلام المصبري، إلى أن سبب الوفيات المتكررة يعود إلى استخدام المحركات داخل الأماكن المغلقة، دون أدنى خبرة أو وعي بإمكانية تسببها في تحويل تركيبة الهواء داخل البئر بشكل سريع.

وقال المصبري في حديثه لـ"إرم نيوز"، إن جميع المحركات تحتاج إلى الأوكسجين لإتمام عملية احتراق الوقود، ولذا فإن تشغيل المولد يسحب الأوكسجين المتوفر في الحيّز المغلق داخل البئر، بينما يفرز عادمه المكوّن من ثاني أكسيد الكربون، لكن مع استمرار المحرك في العمل، تبدأ عملية سحب ثاني أكسيد الكربون بدلا من الهواء، وهو ما يؤدي إلى احتراق غير كامل للوقود، وينتج عنه غاز أول أكسيد الكربون.

وأضاف أن أول أكسيد الكربون غاز سام لا لون ولا رائحة له، وهو قاتل صامت وسريع، يتسبب لمستنشقه بفقدان الوعي خلال لحظات، ثم الموت في غضون دقائق معدودة، أو فقدان الوعي والسقوط في عشرات الأمتار من المياه في قعر البئر، وهذا ما يحدث في ظل الاعتماد على وسائل بدائية، وانعدام الإدراك بأهمية أساسيات السلامة وغياب أدنى درجات الحماية.

ويعدّ اليمن من بين أكثر أربعة بلدان حول العالم تعاني شحا في المياه، إذ لا يزال أكثر من 40% من إجمالي السكان لا يحصلون على مياه نظيفة، خاصة في المناطق الريفية التي تمثّل نحو 65% من مساحة وسكان البلاد.

ووفقا لتقديرات الهيئة العامة للموارد المائية في اليمن، تجاوز عدد الآبار 110 آلاف بئر، في العام 2019، كثير منها حُفر دون تراخيص رسمية، في ظل حالة الفوضى التي أفرزها الصراع، رغم التحذيرات الأممية من استنفاد أحواض المياه في البلد بحلول العام 2030.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

السعودية تؤدب إسرائيل بطريقتها الخاصة وتثير جنون ”نتنياهو” بضربة موجعة

نيوز لاين | 503 قراءة 

مطالب إسرائيلية تفصل عدن عن اليمن… هل هو تمهيد لتدويل القضية؟

المرصد برس | 475 قراءة 

شرطة تعز تضبط عامل بوفية يضع هذا الأمر في مشروبات يقدمها للزبائن

كريتر سكاي | 403 قراءة 

نتنياهو يفقد أعصـ،،ـابه في اجتماع الحكومة

صوت العاصمة | 383 قراءة 

مخطط إسرائيلي-أمريكي سري لإنهاء الحوثي من الداخل.. خالد سلمان يكشف التفاصيل

نافذة اليمن | 334 قراءة 

طفلٌ يُعاقب لأنه كشف الحقيقة: ماذا يحدث في صنعاء؟

نيوز لاين | 316 قراءة 

وزير في الحكومة يعلن دعمه للزبيدي ويصف قراراته بالتاريخية

نيوز لاين | 266 قراءة 

كشف ماحدث مع العليمي والعرادة !

العربي نيوز | 252 قراءة 

نقل احتياطي الذهب من صنعاء إلى جهة غير معلنة… ماذا يحدث؟

المرصد برس | 224 قراءة 

بين (أحكام إعدامنا) من عدن و(ونهب سلاحنا) من صنعاء.. الرئيس علي ناصر يكشف لأول مرة ماذا حدث بعد يناير 86

موقع الأول | 212 قراءة