المرسى – خاص
في ظهيرة اليوم الأول من ديسمبر 2024، تحوّل سوق البُومية في مديرية مقبنة غرب تعز إلى ساحة مأساة، حين استهدفت طائرة مسيّرة تابعة لمليشيا الحوثي تجمعاً من المدنيين الأبرياء، القصف الذي خلف ثمانية شهداء وأصاب آخرين بجروح بالغة، شكّل صدمة إنسانية محلية ودولية، لبشاعته وغياب أي وازع ديني أو أخلاقي لدى منفذيه.
من بين من نجوا من ذلك الهجوم، كان يوسف محمد يحيى، أحد ثمانية مصابين نجَوا بأعجوبة، لكنهم لم يخرجوا سالمين. يوسف خرج من الحادثة بجسد مثخن بالجراح، ويدٍ يمنى فقدت الحركة، وكف مشوّه بات يهدد مستقبله بالكامل.
نُقل يوسف بعد إصابته إلى المستشفى الميداني في الخوخة جنوب الحديدة، حيث أمضى ثلاثة أشهر في تلقي العلاج والرعاية، إلى أن تماثل جزئياً للشفاء، غير أن إصابته كانت أعمق مما تبدو، وأفادت التقارير الطبية أنه بحاجة إلى علاج عاجل في الخارج لإنقاذ يده من العجز التام.
لكن رحلة العلاج توقفت عند حدود الواقع المرير، ضيق الحال منع يوسف من السفر، وظل يتنقل كل يومين من قريته إلى مستشفى حيس في رحلة مضنية بحثاً عن مجارحة بسيطة لا تكاد تُخفف من ألمه، على سرير الطوارئ، يجلس يوسف بعيونٍ متعبة، يحدّق في المجهول، بانتظار من يأخذ بيده إلى فرصة نجاة أخرى.
في حديثه لـ”المرسى الإخباري”، قال يوسف وهو يستعيد لحظات القصف:”كنا في السوق، بعضنا يشتري لقمة عشاء لأطفاله، وآخرون يبيعون ما تبقى من رزقهم، وفجأة.. دوى انفجار وسطنا، تلاه صراخ وألم لا يُنسى، أغمي عليّ من شدة الإصابة، وصحوت في ميداني الخوخة.”
وأكد أنه تلقى في الخوخة رعاية طبية شاملة، بناءً على توجيهات نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح الذي أوصى بالاهتمام بالمصابين ومواساة أسر الشهداء.
وأضاف بأسى:”لم أكن أعلم أن إصابتي ستستمر معي كل هذا الوقت، ولا أنني سأحتاج للسفر، اليوم كل ما أحصل عليه مجرد معالجة سطحية لا تغيّر من حالتي.”
يوسف محمد أطلق مناشدة إنسانية عبر “المرسى الإخباري “، يناشد فيها أصحاب القلوب الرحيمة، وعلى رأسهم نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي قائد المقاومة الوطنية طارق صالح، للنظر في حالته الحرجة، والتكفل بعلاجه خارج البلاد، بعدما فقد مفصل يده اليمنى وكفّه الذي توقف عن الحركة كلياً.
كل يوم يمر، يثقل الألم كاهله، ويغدو صراعه مع الجراح أصعب، حالة يوسف محمد اليوم ليست مجرد قصة فردية، بل صرخة إنسانية، تمثل وجع الآلاف من ضحايا الحرب، الذين تُركوا لأوجاعهم في ظل عجز النظام الصحي وصمت الجهات المعنية.
منذ بداية الحرب، والضحايا في ازدياد، وفي وقت لم تعد فيه النداءات كافية، ولم تُقابل المآسي إلا بالصمت، فيما يواجه المدنيون مصيراً مجهولاً وسط غياب أي تدخل طبي عاجل أو دعم إنساني فعال.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news