تحركات مريبة للسفير الإيراني لدى عصابة الحوثي تُنذر بتصعيد في البحر الأحمر
كشفت مصادر ميدانية عن تحركات غير اعتيادية للسفير الإيراني لدى عصابة الحوثي، علي محمد رضائي، الذي غادر العاصمة المختطفة صنعاء مؤخراً بشكل مموه إلى محافظة الحديدة المطلة على البحر الأحمر، وعقد فيها سلسلة اجتماعات مع قيادات عسكرية من العصابة ، وسط حضور خبيرين إيرانيين وقيادات بحرية من خارج المنطقة
.
وتتزامن هذه التحركات مع تصاعد مؤشرات التوتر في البحر الأحمر، ما يثير تساؤلات جدية حول دور إيران – عبر وكيلها عصابة الحوثي – في التحضير لهجمات جديدة على ممرات الملاحة الدولية، خصوصاً بعد تهدئة مؤقتة أعقبت وساطات إقليمية ودولية في الأشهر الماضية.
وبحسب المصادر، فإن الاجتماعات التي عقدها "رضائي" في الحديدة شملت قيادات من المنطقة العسكرية الخامسة وقوات الدفاع الساحلي، وركزت على تقييم القدرات البحرية وتحديد أهداف استراتيجية، يُعتقد أن من بينها إعداد مسرح عمليات جديد يشمل هجمات بطائرات مسيّرة وزوارق مفخخة ضد السفن العابرة لمضيق باب المندب.
وتأتي هذه التحركات بعد أيام فقط من تحذير تقارير دولية من أن عصابة الحوثي قد تستأنف هجماتها في البحر الأحمر حال اتساع رقعة الصراع بين إسرائيل وإيران، ما يجعل من تحركات السفير الإيراني الأخيرة مؤشرًا على مرحلة تصعيد وشيكة.
السفير "رضائي"، الذي يُعد أحد القيادات الإيرانية المدرجة في بنك الأهداف الإسرائيلي، لا يُنظر إليه كسفير تقليدي بقدر ما يُعد منسقاً عسكرياً ميدانياً للحرس الثوري في اليمن، ويُعرف بإشرافه المباشر على نقل الدعم اللوجستي والتقني لعصابة الحوثي، بما في ذلك التقنيات المستخدمة في الهجمات البحرية.
ويرى مراقبون أن وجوده الميداني في الحديدة في هذا التوقيت يشير إلى دور إيراني مباشر في التحضيرات العملياتية للحوثيين، خصوصاً أن المدينة تضم أهم الموانئ التي تتحكم بها الجماعة، والتي تُستخدم لتهريب الأسلحة ومهاجمة السفن.
ويرجح أن تسعى طهران لاستخدام البحر الأحمر كورقة ضغط جديدة في صراعها مع الغرب، عبر عصابة الحوثي، في ظل الغموض الذي يلف الموقف الأمريكي من تصاعد التوتر الإقليمي، واحتمالية انخراطه في الحرب المفتوحة بين إسرائيل وإيران.
وكانت عصابة الحوثي قد أعلنت أواخر أغسطس 2024 عن استقبالها لـ"رضائي" كسفير جديد لإيران في صنعاء، بعد مصرع السفير السابق حسن إيرلو، في قصف جوي في احدى جبهات عصابة الحوثي، وفق مصادر إعلامية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news