من المؤكد أن الحرب التي بدأتها أسرائيل ضد إيران بدعم غربي قوي ستكون في نهاية المطاف مؤلمة للجميع، وبدأنا نتأثر بمترتباها فعليا. وفي اعتقادي أن المهم بالنسبة لنا اليوم - مثل الكثير من حولنا- يكمن في الدروس التي ينبغي علينا استخلاصها من هذه الحرب.
وأول هذه الدروس أنه بعد أن تجاوزنا نحن العرب زمن الحرب بالسيف والرمح علينا كذلك تجاوز زمن الحرب بالبندقية والدبابة. فلاشك أن الذكاء الاصطناعي أصبح هو أول أسلحة اليوم، وكيفية توظيفه في اختراق الآخر وتوجيه الطائرات المسيرة المفخخة إلى غرف نوم قادة الأعداء بشكل صحيح ومباشرة، حتى وإن كانوا على بعد آلاف الكيلومترات منا، أصبحت أولوية مطلقة لمن لا يريد العيش مستعبدا من قبل الآخرين.
وتبيّن هذه الحرب، وقبلها الحرب ضد حزب الله في بيروت أن زرع الجواسيس وتحديدا من بين صفوف المعارضين والمندسين وزوجاتهم عاملا مهما في الحروب المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، فبواسطتهم يتم زرع الشرائح ومعرفة موعد اجتماعات القادة الذين سيتم ضريهم.
وحتى لا نصاب بالإحباط أؤكد أن برمجة الربوتات والطائرات الكترونيا بات أمرا سهلا يدرسه طلبة الحاسوب في المعاهد الهندية والصينية وفي مصر والسعودية. ومشكلتنا الأولى في بلادنا المأزومة تكمن في الإمكانيات وضعف قدراتنا على توجيه شبابنا إلى هذا المجال الحيوي وتبني المتميزين منهم وعدم تركهم فريسة لاغراءات الغربيين.
ثمّ علينا أن نراجع حساباتنا ونرص صفوفنا بالجميع دون استثناء لأن من يشعر منا أنه مستثنى أو مقصي سيرضى دون شك بزرع الشرائح في جدران غرف نومنا. فلننتبه!
ثم فعلا، هناك معضلة الهواتف المحمولة والبرامج المجانية التي تحمل فيها، وشبكات الانترنت وربما حتى شاشات التلفزيون والريموتات. وكلها جزء من منظومة الذكاء الاصطناعي. ومن المؤكد أننا ابتعدنا اليوم كثيرا عن زمن التجسس بالبصاصين و(المجانين). ويبدو أن معظم هواتفنا وحساباتنا بل حتى بطاقاتنا وجوازتنا الشخصية ليست إلا وسائل يستطيع بواسطتها من يتقن الذكاء الاصطناعي توظيفها للتجسس علينا، أو يكشف لنا الطريقة الصحيحة لاستخدامها.
مرة أخرى أهم درس علينا استخلاصه من هذه الحرب هو: كم هو بعيد زمن البصاصين والحرب بالسيف والرمح والبندقية والدبابة!
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news