وهُمُ العظمة .. سقوط الغرور في مرآة التواضع
قبل 10 دقيقة
يا من تظنون أنكم فوق الكل، استمعوا إلى حقيقة لا مفر منها: إن اعتزازكم الزائف بأوهام العظمة لن يدوم، فأنتم تنحتون قصور أحلامكم على رمال شائكة تهشمها أول نسمة من برود الواقع. إن التفاخر ليس سوى قناع شفاف يذوب في مواجهة نسيم الحقيقة
.
التواضع هو العنوان الحقيقي لكل من يتحمل مسؤولية خدمة الناس؛ فهو ليس ضعفًا بل علامة على النبل الحقيقي. ليس المطلوب أن تنظر إليكم العيون بفخر مفرط أو تتربص بكم همم الانتقادات، بل يجب أن تعي أن من تخدمونهم هم من يستحقون كل تقدير واحترام.
لقد أقدم التاريخ على إثبات أن الكبر لا يحتمل ثقل الزمن؛ فرعون الذي اعتقد أنه لا يُضاهى انتهى به المطاف إلى مصير يُعد درسًا في التواضع، كما طُرد إبليس من علياء الجنة بسبب تمرده. إن نهاية كل من يقع في غياهب الغرور ستكون مريرة، تُعيد رسم ملامح الحاضر لأوهام الماضي.
وفي أروقة المكاتب وأماكن السلطة، ينبغي أن يسود التواضع كنهج حياة. فالمناصب مجرد رماد زائل، بينما يبقى أثر الأفعال نُقشًا في قلوب الناس. الطريقة التي تعاملون بها الآخرين ستحدد مصيركم، إما أن يكون إرثكم بناءً يُضيء دروب الأمل، أو هدمًا يترك أثره في الظلمات.
فلا تكونوا كطاووس منتوف الريش يتباهى بجمال زيفي؛ فالتفاخر بمظاهر الغرور لا يجلب لكم سوى الشماتة. عيشوا بروح التواضع وتصرفوا بما يليق بمسؤوليتكم لخدمة المجتمع، فالنهاية تحصي الأفعال التي تشكل واقعنا وتختمها بصفحات من الاحترام والمحبة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news