عن تحولات الصراع العربي الإسرائيلي.. هكذا تكلم عبدالحليم قنديل

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 41 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
عن تحولات الصراع العربي الإسرائيلي.. هكذا تكلم عبدالحليم قنديل

وأنا أبحث على تطبيق فيسبوك، عثرت على فيديو عمره بضعة أشهر، ومدته تسع وأربعون دقيقة، والمتحدث فيه هو الصحفي والكاتب المصري المعروف عبد الحليم قنديل. أما من حيث المضمون فقنديل حاول في هذا الفيديو أن يجيب على سؤالين من أسئلة اللحظة:

1. لماذا يبدو الصراع العربي الإسرائيلي وكأنه تحول إلى صراع إيراني إسرائيلي؟.

2. كيف توسعت إيران خارج حدودها وأصبح لها حضور قوي في لبنان وسوريا والعراق واليمن؟.

وفيما يلي سوف أحاول أن أكتب تلخيصًا أمينًا وغير مخل لمضمون الفيديو. وإذا رأيت أن أضيف من عندي شيئًا فسوف أشير إلى ذلك.

إيران حقيقة تاريخية من حقائق المنطقة الممتدة في الزمن. وهي بهذا المعنى ليست كيانا مصطنعا-كما هو الحال مع إسرائيل-، وإنما كيان أصيل، يسعى لكسب مواقع أقدام استراتيجية، شأنها في ذلك شأن تركيا والسعودية ومصر قبل كامب ديفيد. ولذلك قفزت بحدودها من الشاطئ الشرقي للخليج العربي إلى شرق المتوسط، ثم إلى البحر الأحمر. وفي هذه القفزة، كانت إيران تتحرك بمزيج من غرائز القومية الفارسية والتوسع على أساس شيعي.

هل نلوم طهران بسبب هذا التوسع؟ هل نلوم إيران لأنها قائمة في التاريخ؟ في تقدير قنديل، أن اللوم يجب أن يوجه للقاعدين، لا إلى القائمين في التاريخ. اللوم يجب أن يوجه بوضوح إلى الأنظمة العربية، لأن أكثرها هو الذي بنى لبنات التمدد الإيراني الحاضر، وقد تم  التمدد على موجات ثلاث هي:

1. تخلي مصر عن دورها القومي القيادي:

مصر كانت مركز المنطقة. والملاحظ أن الأقطار التي وصل إليها نفوذ وحضور إيران، كانت في الأصل مناطق حضور مصري. لكن في العام 1979 وقعت مصر السادات معاهدة سلام مع إسرائيل وخرجت من صدارة الصدام مع هذا الكيان. وفي العام نفسه كانت إيران الخميني تغلق سفارة إسرائيل في طهران وتفتح بدلا عنها سفارة فلسطين. وبهذا التحول بدأ السعي لقيادة المنطقة من طرفها الفارسي الشيعي (إيران)، بعد أن كانت تقاد من قلبها القومي العروبي (مصر).

هنا، ربما يأتي من يقول: إن هذا التحول ليس مصادفة، وإنما وراءه أغراض. فليكن، لكن في النهاية يجب أن نعرف أن التاريخ لا يتحرك خبط عشواء، ولا على سبيل مؤامرة مرسومة الخيوط، استنادا على وقائع عابرة. إن الوقائع على الأرض أصدق بلاغة. لقد تخلت مصر عن دورها القيادي، وجاءت إيران لتملأ الفراغ.

وهنا يجدر بي أن أشير إلى أن مصر قبل معاهدة كامب ديفيد، كانت قادرة على إغلاق باب المندب، ومنع السفن الإسرائيلية من المرور، في أي لحظة من لحظات الصراع مع إسرائيل، ولكن على قاعدة التفاهم مع دولة اليمن. بينما تحاول إيران أن تملأ الفراغ الذي تركته مصر، على قاعدة التفاهم مع الحوثي وبواسطته.

2. تهميش الطائفة الشيعية وتكفير التشيع:

إن إيران، بتشكيلها الحالي، المستقر منذ قرون، بلد متعدد القوميات، والقومية الفارسية، لا تشكل فيها سوى 35-40 % بالكثير. فكيف أصبحت إيران لصيقة بالفارسية؟ الجواب: من خلال التداخل الوثيق بين المذهب الشيعي والقومية الفارسية.

بمعنى أكثر وضوحًا: التشيع هو الذي يوحد كل قوميات وأعراق إيران باستثناء الأقليات السنية التي تعاني من التهميش. وهذا ما تدركه إيران غريزيًا. ومن ثم فالمذهب الشيعي هو أحد عناصر قوة إيران الضرورية لتماسكها الداخلي. ولمن لا يعرف: المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي ليس فارسيا، وإنما أذري.

والدول العربية المجاورة، (وبالذات السعودية) قدمت خدمة جليلة لإيران في هذا الجانب عندما شغلت نفسها بتكفير الشيعة وإطلاق الحرية للجماعات السلفية والجهادية. فماذا كان مصير الشيعة العرب؟ وجدوا أنفسهم يندفعون إلى حضن إيران، إلى التابعية الإيرانية كمحاولة لتعويض نبذهم من هذا العالم العربي ذي الأغلبية السنية الذي يسمح بإطلاق موجات التكفير. كانت هذه هي الخدمة الثانية لإيران، وفيها أنفقت السعودية مئات المليارات من الدولارات.

إن نبذ الشيعة عربيًا أضعف النسيج الاجتماعي العربي، وزاد من تماسك الداخل الإيراني، لأن كل هؤلاء الملايين من الشيعة أضيفوا مباشرة للتابعية الإيرانية.

3. القضاء على نظام صدام حسين.

كلنا يعرف أن مليارات الدولارات العربية استخدمت في دعم المجهود الحربي الأمريكي لغزو العراق وإسقاط نظام صدام حسين. ولأن الحياة لا تقبل الفراغ، ولأن كل فراغ تتركه خلفك يحتله غيرك، فقد سقطت الثمرة في الحجر الإيراني.

إجمالاً، أريد أن أقول إن جزءًا غالبًا من المجد الإيراني صنعه العرب بتخاذلهم وتراجعهم واندحارهم في التاريخ، وذهابهم إلى حضن أمريكا راعية إسرائيل. فبدت الصورة في المنطقة بالمحصلة أن إيران ضد أمريكا، وإيران ضد إسرائيل، والعرب مجرد كومبارس في القصة.

ما هو الحل؟

.

لقد خرج العرب من التاريخ، وإذا أرادوا أن يعودوا إليه، فالطريق مفتوح، ولكن بأدوات التاريخ (النهوض العلمي). وإذا حدث ذلك سيتحقق التوازن الذي في ظله لا تستطيع إيران أن تتمدد خارج حدودها على النحو الذي نراه الآن.

أما المفاضلة بين إيران وإسرائيل (والكلام لي) فهي انتحار وسقوط سياسي وأخلاقي مروع. ذلك أن علاقة العرب بإيران هي علاقة مع حقيقة من حقائق المنطقة، وهي إما أن تقوم على الخضوع، وهذا مرفوض قطعًا، وإما أن تقوم على التقارب والتعاون، وهذا هو المطلوب، لكنه غير ممكن دون استئناف الدخول إلى التاريخ أولًا.

أما إسرائيل، فهي كيان دخيل على جغرافيا وتاريخ المنطقة وعلى ثقافتها. إنها جزء من تاريخ الغرب الاستعماري وثقافته. والغرب عندما يتحيز بقوة إلى إسرائيل ضد العرب فليس لأنه يكيل بمكيالين، وإنما لأن إسرائيل جزء منه وفي خدمته، وهو يعتبر حربها الراهنة ضد إيران حربًا بالنيابة عنه.


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

الريال اليمني يتجه للهاوية صباح البوم 21 يونيو 2025

عدن تايم | 589 قراءة 

تقديم دعم مالي كبير لليمن من هذه الجهة

كريتر سكاي | 388 قراءة 

شاهد قيادي حوثي يظهر مع جاسوسة إسرائيلية في طهران”الباقي مشفّر”

جهينة يمن | 372 قراءة 

بشرى سارة لجميع اليمنيين (اعلان سار)

جهينة يمن | 323 قراءة 

مفاجأة غير متوقعة من أمريكا وتصريح لوزير سعودي يشعل المواقع

نيوز لاين | 314 قراءة 

اثار استغراب المواطنين.. دجاج بلون أسود بأحدى المحلات التجارية في عدن

يمن فويس | 299 قراءة 

صيد حوثي ثمين في قبضة قوات الشرعية بمارب

المشهد اليمني | 281 قراءة 

سقوط "جلاد أبو هاشم".. أمن مأرب يعتقل عنصراً حوثياً بارزاً متورطاً في انتهاكات بحق المسافرين

يني يمن | 268 قراءة 

محمد بن سلمان يفتح باب التجنيس: هذه الفئات تستحق الجنسية مباشرة

المرصد برس | 244 قراءة 

الريال اليمني ينهار أمام العملات الأجنبية ويصل إلى هذا الحد

المشهد اليمني | 227 قراءة