الحرب الإيرانية-الإسرائيلية..عدل إلهي وحكمة ربانية
قبل 13 دقيقة
قال الله تعالى في محكم كتابه: {وَكَذَٰلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ ٱلظَّالِمِينَ بَعْضًۭا بِمَا كَانُوا۟ يَكْسِبُونَ}. في هذه الآية الجليلة تتجلى سنة من سنن الله في خلقه، حين يبتلي الظالم بظالم مثله، فيكون انتقامهم من بعضهم البعض رحمةً بالمستضعفين، وعدلًا من الله الذي لا يغفل ولا ينام
.
وفي هذا الإطار، تأتي الحرب الإيرانية-جالإسرائيلية، كأنها إجابة لدعوات المظلومين، ممن ذاقوا ويلات الظلم على يد الطرفين. فكأنها استجابة ربانية لذلك الدعاء الخالد الذي يردده المظلومون في ليلهم الطويل، اللهم أهلك الظالمين بالظالمين.
إسرائيل، ومنذ تأسيسها، لم تكن سوى مشروع استعماري توسعي، ارتكبت آلاف المجازر، وشرَّدت الملايين من أبناء الشعب الفلسطيني من ديارهم، ودمَّرت المدن والقرى، ومسحت من الوجود معالم التاريخ والحضارة الفلسطينية. ولها تاريخ حافل بالإجرام من قتل واعتقال وحصار وتجويع وتعذيب واستيطان، حتى أصبحت نموذجاً معاصراً للاحتلال والإجرام والتمييز العنصري.
وفي الجهة الأخرى، تقف إيران بنظامها القائم على التوسع الطائفي، الذي مارس سياسات القتل والتهجير في العراق وسوريا واليمن ولبنان، عبر أذرعها المسلحة ومليشياتها العنصرية الموالية، التى زرعت الفتن، وخربت الأوطان، وقتلت من أبناء هذه الدول أضعاف أضعاف ما قتلتهم إسرائيل في غزة، وشرَّدت منها أضعاف أضعاف ما شرَّدتهم إسرائيل من كل فلسطين، واعتقلت في سجونها أضعاف أضعاف ما اعتقلت إسرائيل في كافة سجونها.
إن هذه الحرب، وإن كانت في ظاهرها صراع مصالح ونفوذ، إلا أنها في جوهرها قد تكون من قدر الله العادل، حين يسلط الظالم على الظالم، ليكون في ذلك تطهير للأرض من الطغاة، وإنصافاً للضحايا الذين عجزوا عن رد العدوان عن أنفسهم.
ولا يوجد في هذا الصراع طرف خير، بل هما طرفا شر تلاقيا، بعد أن عاث كل منهما فساداً وظلماً ودماراً في أمتنا العربية، وإننا لنسأل الله أن يرِينا فيهما وفي كل الظالمين عجائب قدرته، وأن يحفظ الأبرياء من شرورهم، وأن يخرج هذه الأمة من محنتها إلى عزتها، ويبدل حالها من ضعف إلى قوة، ومن فرقة إلى وحدة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news