دخلت مليشيا الحوثي في مشاورات داخلية متقدمة تبحث سيناريوهات ما بعد زعيمها عبدالملك الحوثي، في ظل تصاعد التهديدات الأمنية واحتمالات استهدافه، خاصة بعد تطورات إقليمية وضغوط عسكرية متزايدة.
وكشف موقع “ديفانس لاين” المتخصص في الشؤون العسكرية، أن الجماعة بدأت منذ مطلع العام الماضي مناقشة جدية لملف “الخلافة”، في ظل غياب أي هيكل تنظيمي واضح يعالج مرحلة ما بعد عبدالملك الحوثي، الذي ظل ممسكًا بزمام القيادة والقرار منذ بروز الجماعة إلى واجهة الأحداث في اليمن.
ووفقًا للمصادر، فإن مليشيا الحوثي يواجهون مأزقًا حقيقيًا في مسألة الانتقال القيادي، نظراً للطابع العقائدي والرمزي الذي تحيط به الجماعة زعيمها، حيث عمدت لسنوات إلى تعزيز صورته كـ”قائد مقدّس” لا بديل له، عبر آليات دينية وتنظيمية محكمة هدفت إلى ترسيخ الولاء لشخصه.
وفي ظل التهديدات المتزايدة، وخاصة عقب تحذيرات إسرائيلية باستهداف رأس المليشيات، شددت المليشيات من إجراءاتها الأمنية حول زعيمها، وأعادت هيكلة فريق الحماية المقرب منه، كما حدثت القيود المفروضة على تحركاته وإقامته، التي ظلت طي الكتمان.
وبحسب المعلومات، فإن عبدالملك الحوثي فوّض مهمة حمايته الشخصية إلى عدد من إخوته الأشقاء، الذين يتوارون عن الأنظار ويؤدون مهام لوجستية وأمنية لصيقة به، ضمن منظومة عائلية مغلقة تشكل نواة القيادة داخل المليشيات الإرهابية.
ويقيم زعيم الحوثيين في مواقع سرية محصنة بين جبال صعدة وعمران، ويحرص على مخاطبة أنصاره عبر وسائل الإعلام دون ظهور علني، منذ آخر تجمع جماهيري له في العام 2015.
كما يحيط نفسه بدائرة أمنية صغيرة تعتمد على النسب والولاء المذهبي، تتكون من أشقائه وأبناء عمومته وأصهاره، بالإضافة إلى مجموعة محدودة من المقربين.
وتخضع عناصر الحماية الشخصية لاختبارات أمنية وعقائدية صارمة، وتُدرب ضمن دورات مغلقة، قبل تكليفهم بمهامهم. وتتم إدارة هذه المنظومة من قبل جهاز “أمن الثورة” بقيادة جعفر محمد المرهبي، المعروف باسم “أبو جعفر”، بالتوازي مع إشراف جهاز “الأمن الوقائي الجهادي”، الذراع الاستخباراتي الأهم للمليشيات.
ويبرز إلى جانب هذه التشكيلات، دور شخصيات قيادية وازنة مثل عبدالرب صالح جرفان، المعروف بـ”أبو طه”، ومطلق علي المراني، المكنى “أبو عماد”، المسؤول الأمني الأول في محافظة صعدة، حيث يشكلان جزءاً من تركيبة أمنية تتحكم بمفاصل المليشيات.
وتعكس هذه التحركات تصاعد مخاوف المليشيات من فقدان رأسها التنظيمي، خاصة مع التحديات الإقليمية الأخيرة، بدءًا من الضربات الإسرائيلية لإيران، مرورًا بانحسار نفوذ حزب الله، وصولاً إلى عزلة النظام السوري، ما يضع الحوثيين أمام استحقاق محتمل لإعادة ترتيب بيتهم الداخلي.
وتظل العائلة الحوثية والنخبة الهاشمية المرتبطة بها هي الحاكمة الفعلية في الجماعة، إذ تتركز بيدها الصلاحيات السياسية والعسكرية والأمنية، بينما تُمنح المستويات الأدنى من القواعد التنظيمية أدوارًا محدودة، وفقًا للتصنيف السلالي والمناطقي المعتمد في بنية التنظيم.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news