تصاعدت موجة غضب في الأوساط التربوية والمجتمعية باليمن عقب صدور نتائج أوائل الجمهورية لمرحلة التعليم الأساسي للعام الدراسي 1446هـ / 2025م، والتي تصدرت فيها أسماء تنتمي إلى ما يعرف بـ”السلالة”، ما أعاد إلى الواجهة اتهامات قديمة متجددة لمليشيا الحوثي باستخدام التعليم كأداة لترسيخ الهيمنة الطبقية والفكرية.
وأفادت مصادر تربوية أن مليشيا الحوثي تقف وراء تسريب نماذج امتحانات الشهادة الأساسية وحتى الثانوية والجامعية، لصالح طلاب ينتمون إلى أسر سلالية مقربة من القيادات الحوثية، في خطوة وصفت بأنها “تدمير متعمد لعدالة التعليم وتكافؤ الفرص”.
وقال تربويون إن ما حدث ليس مجرد صدفة، بل هو نتيجة سياسة ممنهجة تنتهجها مليشيا الحوثي، تقوم على تكريس الامتيازات لفئة محددة، وإقصاء الكفاءات على أسس عرقية ومذهبية.
وأضافوا أن المليشيات تستغل سلطتها على مؤسسات الدولة، وعلى رأسها وزارة التربية والتعليم، لفرض واقع تعليمي يخدم مشروعها الطائفي.
وحذّر معلمون وخبراء من خطورة ما أسموه “الانقلاب على مكتسبات التعليم الجمهوري”، معتبرين أن الحوثيين يعملون على إنتاج جيل مفرغ من روح المواطنة، ومشبّع بخطاب الولاء للسلالة والوصاية السياسية.
كما حمّل التربويون مليشيا الحوثي مسؤولية الانهيار المستمر في منظومة التعليم، بدءاً من تسريب الامتحانات، مروراً بتسييس المناهج، وصولاً إلى حرمان الطلاب من بيئة تعليمية عادلة ومحايدة، معتبرين أن ما يجري هو جزء من مشروع أكبر لتفتيت الهوية الوطنية وتشويه الوعي الجمعي للأجيال القادمة.
وأكدوا أن استمرار هذا النهج سيقود إلى تدمير مستقبل البلاد، مطالبين بتدخل عاجل من المنظمات المحلية والدولية لإنقاذ التعليم من قبضة التوظيف السياسي والطائفي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news