تصعيد حوثي وتحشيد إجباري في الحديدة وتعز: معركة طائفية على حساب أبناء تهامة
تشهد كل من محافظتي الحديدة وتعز تصعيداً خطيراً من قِبل ميليشيا الحوثي، التي كثّفت مؤخراً تحركاتها الطائفية والعسكرية ضمن خطة ممنهجة تستهدف الزج بالمزيد من أبناء المحافظتين إلى جبهات القتال، في ظل رفض شعبي متنامٍ واحتقان اجتماعي يتصاعد يوماً بعد آخر.
اجتماع سري في الحديدة: تهامة أولاً في "معركة إيران"
في حي الميناء بمدينة الحديدة، عقدت لجنة خاصة كلّفها زعيم الجماعة الحوثية عبدالملك الحوثي مساء الأربعاء، اجتماعاً سرياً في مبنى سكني بحضور عدد من القيادات الحوثية الموالية، ناقشت فيه آليات التحشيد القسري والتعبئة الطائفية في مختلف مديريات المحافظة.
وكشف مدير عام مكتب الإعلام بمحافظة الحديدة علي حميد الأهدل في تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، أن الاجتماع شارك فيه كل من:
عبدالله عطيفي (منتحل صفة محافظ الحديدة)
أحمد البشري (منتحل صفة وكيل أول المحافظة)
مطهر الهادي (منتحل صفة وكيل المديريات الجنوبية)
علي كباري (منتحل صفة وكيل الشؤون الأمنية)
عامر مثنى (منتحل صفة وكيل شؤون المديريات الشرقية، والمسؤول عن التعبئة العسكرية)
غالب حمزة (منتحل صفة وكيل المديريات الشمالية)
وأفاد الأهدل بأن الاجتماع أقر خطة لإجبار المشايخ والوجهاء والمسؤولين المحليين في مديريات الحديدة على تنفيذ عمليات تحشيد إجباري للشباب، تمهيداً لدفعهم إلى الجبهات في إطار ما وصفوه بـ"معركة الانتصار لإيران ومواجهة الاستكبار الأمريكي والإسرائيلي".
تهديدات بالسجن... وسخط شعبي يتصاعد
وبحسب مصادر موثوقة نقل عنها الأهدل، فإن توجيهات مباشرة صدرت من قيادة الحوثيين بضرورة أن يكون أبناء تهامة في الصفوف الأولى للقتال، مع التهديد بالسجن والمساءلة لأي شيخ أو مسؤول محلي يتقاعس عن تنفيذ هذه الأوامر.
هذه التحركات أثارت حالة من الغضب والاستياء الشعبي في أوساط سكان تهامة، الذين يرون أبناءهم يُدفعون قسراً نحو الموت، بينما تنعم القيادات الحوثية القادمة من صعدة بالمناصب والامتيازات، دون تمثيل فعلي للسكان المحليين في مراكز القرار.
التحشيد يمتد إلى تعز: تعبئة على وقع الهزائم
بالتوازي مع تصعيد الحديدة، تشهد محافظة تعز تحركات مشابهة من قبل الميليشيا الحوثية التي تعمل عبر مشرفيها المحليين على توسيع نطاق التحشيد الطائفي والعسكري في المديريات الواقعة شمال وغرب المحافظة.
مصادر ميدانية أكدت لـ"المنتصف" أن مشرفين حوثيين عقدوا لقاءات مغلقة مع عناصرهم في مديريات مثل ماوية والحيمة العليا وشرعب، حيث تم تكليفهم بجمع أسماء الشباب وتشكيل قوائم إجبارية للانضمام إلى ما يسمى بـ"معسكرات التدريب التعبوي"، تحت ذريعة الاستعداد لمعارك مصيرية قادمة.
وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد الخسائر البشرية التي تتكبدها الميليشيا في عدد من الجبهات، ما دفعها إلى تكثيف عمليات التجنيد الإجباري في المناطق الخاضعة لسيطرتها.
استغلال للفقر والدين... ومشاريع طائفية مدمّرة
وتستخدم الميليشيا وسائل متعددة لاستقطاب الشباب، منها الترهيب المباشر بالاعتقال، أو الإغراءات المالية الزائفة، أو استغلال المنابر الدينية لنشر خطاب طائفي يدعو إلى "الجهاد ضد الاستكبار"، في محاولة لتبرير مشروعها العابر للحدود والموجّه ضد اليمنيين أنفسهم.
ويحذّر مراقبون من أن ما تقوم به ميليشيا الحوثي في الحديدة وتعز يُعد جريمة ضد الإنسانية، باعتبار أن التحشيد الإجباري وتجنيد المدنيين بالقوة يمثل انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي الإنساني، خصوصاً في ظل استهدافها للقُصّر والفئات المهمشة.
ختام
ما يجري في الحديدة وتعز ليس مجرد تحشيد عسكري، بل حلقة جديدة من مشروع طائفي توسعي تسعى الجماعة لفرضه على مجتمع متنوع ومتمدن، وسط غياب تام لأي مساءلة دولية فعالة.
ويبقى السؤال الأهم: إلى متى سيظل أبناء تهامة وتعز يدفعون وحدهم ثمن هذه الحرب الظالمة؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news