كيف ومتى تتوقف حرب إسرائيل وإيران؟

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 249 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
كيف ومتى تتوقف حرب إسرائيل وإيران؟

كيف ومتى تتوقف حرب إسرائيل وإيران؟

قبل 11 دقيقة

بحكم الجوار التاريخي بين العراق وايران والجغرافية التي تمتد حدودها بين البلدين إلى أكثر من الف ومائتين كيلو متر، وارتكازا إلى الخبرة المكتسبة من الحرب الايرانية- العراقية وتداعياتها السياسية، استطيع القول بأن العراقيين هم الأقدر والأجدر في تقييم الشخصية الإيرانية وطبيعة ومحددات هذه الشخصية وسلوكها السياسي نحو الأزمات والمشكلات

.

إن الهجوم الإسرائيلي على المنشآت النووية والعسكرية الايرانية لم يكن مفاجئًا اذا ما تم استذكار ان اسرائيل تعتبر اي دخول إيراني او عربي النادي النووي هو خط أحمر لاعتبارات استراتيجية وجيوسياسية ترتبط بمهددات اسرائيل. وهنا يجب استذكار ما قامت به اسرائيل في شهر يونيو عام 1981م من غارة غادرة دمرت مفاعل تموز بالقرب من بغداد وقدمت ايران وقتها صور المفاعل الى اسرائيل.  

الشخصية والعقل السياسي الايراني هو خلطة من زواريب التاريخ البراغماتية والدهاء والحيلة والمراوغة وتاجر البازار والاحترافية في شراء الوقت. 

عندما اوفد الرئيس الراحل صدام حسين نائبه عزت ابراهيم  مبعوثا الى الرئيس الايراني هاشمي رفسنجاني بعيد دخول الكويت طلب ابراهيم من القيادة الإيرانية التضامن مع العراق في ظل الحشود الامريكية والاطلسية المحيطة بالعراق..

اجاب رفسنجاني المعروف بحنكته السياسية وعقلية التاجر ان هذه اللحظة نحن ننتظرها لتلقين الشيطان الاكبر وقوى الاستكبار فما عليكم سوى الصمود والاستماتة في الكويت وعند انطلاق الهجوم الأمريكي سوف نستطيع الوقوف بقوة إلى جانبكم وشكره النائب عزت ابراهيم على هذا القرار كثيرا واوعده بأن العراق سيغدق على ايران بمنافع كثيرة.

وفعلا عند انسحاب الجيش العراقي من الكويت كان اول من تصدى لقطعان الجيش المنسحبة هو الحرس الثوري وفيلق بدر ومجاميع من الغوغاء وقتلوا الضباط والجنود ونهبوا الاسلحة.

السياسة الايرانية تمتاز بالصبر حتى انتهاز الفرصة واللعب على الوقت ويتذكر الدكتور ناجي صبري الحديثي وزير الخارجية العراقي قبل الاحتلال الأمريكي بأنه في كل محادثاته الطويلة مع المسؤولين الايرانيين تنتهي بتأجيل آخر نقطة في جدول المباحثات الى الجلسة القادمة وعند بدء الجلسة الجديدة اتفاجأ بطلب الوزير الايراني برغبته بإعادة النقاش على المواضيع السابقة من اول نقطة. وهكذا تستمر لعبة التسويف وشراء الوقت وبلا اية نتيجة.

عندما يقول الرئيس الأمريكي ترامب أن على المرشد الايراني الاستسلام بلا شروط فهو لا يدرك عقلية الفرس وتاريخهم في العناد والمطاولة وحتى العنجهية. وهنا اتذكر بانه بعد قبول ايران القرار الأممي بوقف الحرب بين العراق وايران عام ١٩٨٨ في شهر اب وكلام الامام الخميني بانه قبل بوقف النار كمثل الذي تجرع كاسا من  السم.

ذهب الاستاذ طارق عزيز على رأس وفد دبلوماسي وامني للقاء وفد ايراني برئاسة وزير الخارجية وقتذاك علي اكبر ولاياتي ومستشار المرشد الاعلى حاليا ،وبحضور ديكويلار امين عام الامم المتحدة واتذكر بعد الكلمات الروتينية من الامين العام استغرب عزيز من نبرة صوت ولا يأتي وهو يخاطب العراق بأن عليكم اولًا تلبية الشروط التالية وبدا يعددها الخ.. وهنا تصدى له طارق عزيز وهو الدبلوماسي المتمرس اسمع دكتور ولاياتي انت لست في موقف من يفرض شروطا انت الطرف الخاسر والمنهزم في الحرب وسيدك تجرع كاس السم وعليك ان تكتب شروطنا وانت صاغرا.

وهنا انفعل ولاياتي ونهض وانسحب من القاعة في فندق الانتركوننتال في جنيف ثم عاد بعد تدخل الامين العام للامم المتحدة. 

يستذكر السفير العراقي السابق لدى الاتحاد السوفيتي خلال الحرب مع ايران الاستاذ والدبلوماسي الماهر والصديق فاضل صلفيج العزاوي بانه عند أول لقاء له مع اندريه غروميكو وزير الخارجية السوفيتي الشهير بان قال له لماذا لم تحاولوا ان تتجنبوا هذه الحرب؟  فنحن دولة عظمى في منتصف اربعينيات القرن الماضي تحاربنا معهم ست سنوات من اجل تلة ترابية!!! 

العناد واستحضار الماضوية وعاشوراء ومخزون من التاريخ الفارسي والاسلامي هو عدة القادة في ايران فمن الصعب جدا معرفة النقطة التي يقبلون بها وقف الحرب والتنازل عن مكتسباتهم النووية. 

صحيح ان هناك من يقول في ايران نحن مسلمون ونقاتل من اجل القدس وفلسطين فلماذا لا يقف العرب والمسلمون معنا بقوة؟.

هذا أمر منطقي عندما يكون هدف ايران الحقيقي هو نصرة فلسطين ولكنها عندما تستثمر وتتاجر في هذه القضية لأغراض ومصالح سياسية وتعمل لها مصدات واذرع في بلدان عربية ثم تدمر اربعة بلدان عربية وتنشر الطائفية والفوضى والمليشيات فإنها ستكون في موقف تضاد مع العرب. ثم  عن اي اسلام تتحدث ايران كما يقول الاعلامي السوري فيصل القاسمي فاذا كان في اسرائيل اليهودية وصغيرة السكان والمساحة اكثر من مائتين مسجد بينما لا يوجد في طهران  مسجد واحد للسنة أليس الاسلام هو السني!!!

ازدواجية التفكير في ايران وتموضعها في خانة المليشيات جعل منها دولة غير موثوقة ولذا وجدت نفسها وحيدة في مواجهة لا يريد احد لها ان تكبر وتتطاير شراراتها على دول الجوار الا ان ايران بحسب اعتقادي سوف تستمر وتطيل من هذه الحرب لطالما بقيت بنية النظام متماسكة إلى حد مقبول وينبغي وضع خطط للتعاطي مع معطى استمرار هذا النزاع وان الرهان على مواقف ترامب المتقلبة والمتناقظة في استسلام ايران ليست اكثر من ابتلاع الوهم فهو لم يتمكن من القضاء على جماعة الحوثي الصغيرة  وقبل الصلح معهم.

* كاتب واكاديمي من العراق


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

ردًا على قرارات عيدروس الزبيدي.. مصادر: رئيس الوزراء ”بن بريك” يعلق كافة مهامه

المشهد اليمني | 1042 قراءة 

في معركة بسط النفوذ .. الإمارات توقف دعمها عن قوات تابعة للإنتقالي

موقع الجنوب اليمني | 1007 قراءة 

على رأسهم عبدالملك الحوثي.. إسرائيل تضع 4 قيادات حوثية في دائرة الاستهداف المباشر (الأسماء)

المشهد اليمني | 852 قراءة 

عاجل :تحذيرات للمسافرين قبل قليل

الحدث اليوم | 781 قراءة 

حزب الإصلاح يدعوا أنصاره لهذا الأمر الليلة

كريتر سكاي | 766 قراءة 

الزبيدي يوجه تهديد مباشر لـ العليمي ويحذره من خطورة الإقدام على هذه الأمر

الحدث اليوم | 754 قراءة 

اشتباك في مجلس الأمن يحوّل مسار الإدانة ويكشف عن خطورة ما وراء الحدث؟

الحدث اليوم | 731 قراءة 

إسرائيل تطالب سلطة عدن دفع 16 مليار دولار تعويضًا لخسائر اليهود في المدينة (كشف)

نافذة اليمن | 719 قراءة 

مجلس الأمن يتخذ قرار هام بشأن اليمن ويدين تصرفات هذا الطرف!

موقع الأول | 667 قراءة 

عاجل:الانتقالي يعلن موقفه من عمل الحكومة في عدن

كريتر سكاي | 468 قراءة