في زمن الاضطراب والتشويش، وفي عصر تكالبت فيه الأمم على أمة الإسلام كما تتكالب الأكلة إلى قصعتها، لم يعد خطر الأعداء الخارجيين هو الأكثر فتكًا بنا، بل إن الخطر الأكبر أصبح ينبع من داخل الجسد الإسلامي ذاته.
نحن كأمة إسلامية، بمختلف طوائفنا – سنة وشيعة – علينا أن ندرك أن اختلافنا في بعض تفاصيل السنّة المحمدية لا يجب أن يتحوّل إلى خصومة أو عداوة. بل ينبغي أن يكون هذا التنوع مصدر إثراء، لا بوابة للفتنة والتكفير والاقتتال. فديننا واحد، وكتابنا واحد، وقبلتنا واحدة، ونبينا محمد ﷺ واحد.
لكن حين تُصبح جماعة أو دولة ما أداة في يد مشروع خارجي خبيث، تُنفذ أجنداته وتزرع الفتن بين المسلمين، وتُريق الدماء وتُكفّر المخالفين، فإنها تكون قد خرجت من صف الأمة، ووقفت على حافة الجحيم.
وعندما تنتهي صلاحيتها في نظر مشغّلها، يتخلى عنها، ويتركها تواجه مصيرها الأسود، بعد أن تكون قد أحرقت الزرع والضرع، وأهلكت الأمل في قلوب الأبرياء.
ثم يُطلب منّا أن نبحث عن فتوى لنقف إلى جانبها، وأن نذرف الدموع على مصيرها؟ لا والله. فمن باع نفسه للشيطان، فلا يلومنّ إلا نفسه. ومن حفر حفرة لإخوته، وقع فيها. ومن صنع الشر بيديه، فليتحمّل العاقبة، فقد قيل: “من عمل يده، ربنا يزيده!”
المساندة لا تكون لمن خان الأمة، ولا لمن جعل من نفسه مطية للكافرين. المساندة الحقيقية تكون لأهل الحق، لأهل التوحيد، لأهل الحكمة والوحدة، لا لأدوات الخراب وعبيد الفتنة.
وفي الختام، لا ننسى أن الخير يخصّ، والشر يعمّ، ولهذا فإننا نتمنى أن يعمّ الأمن والأمان أرجاء العالم كلّه، فسلام البشرية لا يكون إلا بوحدة أهل الحق، وسقوط الفتن، وتجفيف منابعها.
من : عبدالحميد السقلدي
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news