استضاف المركز القطري للصحافة في العاصمة القطرية الدوحة، مساء الثلاثاء، ندوة حوارية ناقشت أوضاع الصحافة اليمنية في ظل الحرب، تحت عنوان "الصحافة في اليمن.. تحديات الواقع وفرص السلام"، بحضور عدد من الإعلاميين اليمنيين، وممثلي مؤسسات إعلامية عربية، إلى جانب جمهور من المهتمين بالشأن اليمني.
واستُهلت الندوة بكلمة نائب رئيس مجلس إدارة المركز، عبد الله السليطي، الذي شدد على أهمية دعم الصحفيين في مناطق النزاع، مشيراً إلى دور المركز في توفير التدريب والتمكين المهني للإعلاميين المتأثرين بظروف الصراع.
أرقام مرعبة لوضع قاتم
وفي مداخلته، قدّم مدير مكتب الجزيرة في اليمن، سعيد ثابت، عرضًا إحصائيًا لانتهاكات حرية الصحافة خلال العقد الأخير، موثقًا أكثر من ألفي انتهاك، بينها 46 حالة قتل، وقرابة 500 حالة احتجاز، إضافة إلى حالات تعذيب وأحكام إعدام.
وأكد أن نقابة الصحفيين، رغم محدودية صلاحياتها، تواصل جهودها بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين لكشف هذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها.
كما أشار إلى أن الوضع المعيشي لمعظم الصحفيين اليمنيين بات هشاً، في ظل غياب مصادر الدخل، وتوقف الصحافة المطبوعة، وإغلاق قنوات عديدة، مؤكداً أن ضمان كرامة الصحفي يبدأ بتأمين حد أدنى من الاستقرار المادي.
غياب دراسات وسوء توظيف للإعلام
وفي جانب أكاديمي، تناول الدكتور عبد الرحمن الشامي، أستاذ الإعلام بجامعة قطر، غياب الدراسات الكافية حول "صحافة السلام" في اليمن، مشدداً على أن معظم وسائل الإعلام المحلية أصبحت أدوات دعائية بيد أطراف الصراع، ما فاقم من حدة الاستقطاب والتحريض.
ودعا الشامي إلى دمج مفاهيم "صحافة السلام" ضمن المناهج الجامعية، وتفعيل الإذاعات المجتمعية لتعزيز ثقافة الحوار والتفاهم في المجتمعات اليمنية.
شهادات من الميدان
وقدّمت الصحفية هديل اليماني، الحائزة على جائزة الشجاعة الصحفية لعام 2017، تجربتها في تغطية مناطق الحرب، مشيرة إلى العقبات التي تواجه الصحفيات، خصوصاً نقص التدريب وغياب الحماية القانونية، ومنعهن أحياناً من الوصول إلى مصادر المعلومات.
من جهته، تحدث المراسل محمد القاضي، عن المخاطر التي تلاحق الصحفيين اليمنيين، لافتاً إلى تعرض بعضهم للتعذيب أثناء الاحتجاز، وداعياً إلى مبادرات لتوثيق تجاربهم المهنية باعتبارها جزءاً من السردية الوطنية للبلاد.
دعم قطري ومبادرات مستقبلية
في ختام الندوة، أعلن مدير المركز القطري للصحافة، صادق العماري، عن مبادرة لدعم مشاريع التوثيق الخاصة بالصحفيين اليمنيين، إلى جانب اتفاقية تعاون مع الهلال الأحمر القطري لتقديم تدريبات متخصصة للصحفيين العاملين في مناطق النزاع.
وأكد المركز استمرار جهوده في تنظيم الفعاليات التدريبية والحوارية، دعمًا لرسالة الصحافة الحرة، في إطار توجهات دولة قطر لتعزيز الاستثمار في الإنسان، كما نصّت عليه رؤيتها الوطنية 2030.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news