تهامة 24 – ترجمة خاصة
بينما تحتدم المواجهة العسكرية بين إيران وإسرائيل، بدأت طهران في تفعيل أذرعها الإقليمية لفرض معادلة ردع أوسع، مع توجيه إنذار غير مباشر إلى الولايات المتحدة عبر تصعيد محتمل في البحر الأحمر. وفي صدارة هذه الأذرع تقف ميليشيا الحوثي، كأداة رئيسية في الاستراتيجية الإيرانية للرد على أي تدخل أمريكي في مسار الحرب.
ووفقًا لما نشرته صحيفة نيويورك تايمز، نقلًا عن مصادر في الاستخبارات الأمريكية، فإن إيران أكملت استعداداتها العسكرية لشنّ هجمات انتقامية واسعة ضد القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، إذا ما تدخلت واشنطن لدعم إسرائيل ميدانياً.
وأشارت الصحيفة إلى أن طهران تضع في مقدمة هذا الرد ميليشيا الحوثي، التي يُتوقع أن تستأنف هجماتها على السفن في البحر الأحمر بمجرد تعرض إيران لضربة أمريكية أو استهداف منشآتها النووية.
الحرب الإيرانية الإسرائيلية.. هل تغيّر موازين المعركة في اليمن؟
التحركات الحوثية المرتقبة لا تُعدّ مجرد رد فعل، بل جزءاً من خطة إيرانية موسعة لفتح جبهات ضغط غير تقليدية على المصالح الغربية، تبدأ من البحر الأحمر وتمتد إلى العراق وسوريا، حيث تنتشر ميليشيات موالية لطهران قادرة على تنفيذ عمليات دقيقة ضد مواقع أمريكية.
وأضافت التقارير أن إيران قد تلجأ إلى زرع ألغام بحرية أو قنابل تحت الماء في مضيق هرمز لعرقلة حركة الأسطول الأمريكي، بالتوازي مع ضربات صاروخية مباشرة قد تطال قواعد أمريكية في الخليج العربي، تحديدًا في قطر، البحرين، الإمارات، والسعودية.
وتزامنًا مع هذه المؤشرات، رفعت القيادة المركزية الأمريكية حالة التأهب القصوى في قواعدها بالمنطقة، في ظل تقديرات استخباراتية ترجّح انخراط أذرع إيران – وفي مقدمتها الحوثيون – في عمليات مباغتة ضد المصالح الأمريكية، كجزء من معادلة “الردع بالمحيط الإقليمي”.
من جهته، صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من لهجته التصعيدية، ملمّحًا إلى دعم ضربة إسرائيلية محتملة تستهدف منشأة “فوردو” النووية في إيران. وفي منشورات عبر منصة “تروث سوشيال”، قال ترامب إن بلاده “تعرف تمامًا مكان اختباء المرشد الأعلى الإيراني”، مطالبًا بـ”استسلام غير مشروط”، وملوّحًا بتدخل عسكري مباشر في حال تعرضت المصالح الأمريكية لأي هجوم.
ومع اتساع رقعة المواجهة وتعدد ساحات الاشتباك، يبدو أن الحوثيين – الذين أثبتوا فاعلية عالية في تعطيل الملاحة الدولية سابقًا – سيشكّلون رأس الحربة في الرد الإيراني غير المباشر على واشنطن، في حال انتقلت الحرب إلى مستوى تدخل أمريكي مفتوح.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news