أنور العنسي :إيران وإسرائيل موازين القوة وأفق المواجهة.

     
صوت العاصمة             عدد المشاهدات : 153 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
أنور العنسي :إيران وإسرائيل موازين القوة وأفق المواجهة.

أخيراً، حدث ما كان متوقعاًً، بل مؤكداً في نهاية المطاف، أن تصبح المواجهة، بين إسرائيل وإيران، وجهاً لوجه على أراضي الطرفين، بدلاً من استخدام الوكلاء وأراضي الآخرين ساحةً لحربٍ عبثيةٍ غير مباشرة.

بصرف النظر عن التفاصيل وادعاءات طهران وتل أبيب، لا يزال الوقت مبكراً لتقييم نتائج هذا الصدام، لكن من الواضح أنه لا توجد إمكانية للمقارنة أو حتى للمقاربة بين خسائر الجانبين، إسرائيل وإيران، فالواقع هو أن الأخيرة تضررت بشكلٍ واضحٍ بفعل عوامل الاختراق الاستخباراتي والمفاجأة واتساع ونوعية الأهداف التي أصابتها إسرائيل في العمق الإيراني في ليلةٍ واحدةٍ، ومن داخل إيران نفسها، وفي غفلةٍ من أجهزة استخباراتها وجيشها وحرسها الثوري.

لابد أن إسرائيل أعدت عدتها لهذه الحرب، ومن المفهوم أنها لم تكن وحدها، إذ تتعهد كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، بشكلٍ تقليدي، بحماية إسرائيل حتى مع وجود خلافاتٍ سياسيةٍ مع حكوماتها، خصوصاً في ظل وجود بنيامين نتانياهو على رأسها، وقد يكون هذا مسوغاً لاستهداف إيران لمصالح وقواعد هذه الدول في منطقة الجزيرة والخليج وحتى العراق وسوريا، ما سوف يفتح المجال واسعاً أمام تلك الدول للتدخل، بحجة ذات المبرر، للدفاع عن مصالحها، وللرد على استهداف إيران لتلك المصالح الموجودة في المنطقة بناءً على اتفاقات ومعاهدات وقَّع عليها بعض الدول العربية كالعراق وقطر والإمارات وحتى تركيا العضو في حلف الناتو، ولهذا فقد تفتح إيران على نفسها باباً من الجحيم ربما ينذر بنهاية حكم ولاية الفقيه في طهران، ويعيد إيران كلها عقوداً من الزمن إلى الوراء.

المفترض أن خصمين عنيدَين كبيرين، كإيران وإسرائيل، يعرفان بعضهما جيداً، لكن الواقع أن هناك اختلافاً في تركيبة كل من الدولة والمجتمع في كلا البلدين، لا نقول إن ايران لا تعرف إسرائيل اعتماداً على محركات البحث الإليكترونية، إذ لابد أن لديها مصادرها الاستخباراتية الخاصة والصديقة، لكن مشكلة إيران أنها (مخترقة) بعمقٍ من الداخل ومنذ سنوات عبر شبكات تجسس إسرائيليةٍ وغيرها، مزودةٍ بالمال والتقنيات المتطورة، وربما بالعشرات من العاملين في قلب أجهزة النظام في طهران، وهو ما سهَّل الوصول مثلاً إلى مقر إقامة ضيفها زعيم حركة حماس، إسماعيل هنية، وغيره من القادة والعلماء النوويين الإيرانيين.

قطعاً، إيران تعرف إسرائيل جيداً، ولكن ليس إلى حدود الكفاية والقوة والقدرة على مواجهتها، رغم أن الأخيرة ليست أسطورة أو قوةً يستحيل قهرها.

لطالما تعهدت إيران بـ “إزالة إسرائيل” وذلك منذ قيام جمهوريتها (الإسلامية) العام 1979 لكنها عملياً لم تنجح سوى في إزالة أربع دول عربية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، حيث أدت تدخلات إيران فيها إلى اقتتال أبنائها ومقتل مئات الآلاف منهم ونزوح وتشريد الملايين وتحويل منشآت بلدانهم إلى مجرد خرائب وأطلال، بل ولم تفلح برغم ثرواتها سوى في جعل إيران نفسها تراوح بين منزلتين، الدولة العالم ثالثية والدولة الفاشلة التي تكتظ بأكبر عددٍ من المعتقلات والسجون.

شارك

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

القيادي في الانتقالي فادي باعوم: هذه الدولة تدعمنا نحو انفصال اليمن وليس ترفًا سياسيًا

المشهد اليمني | 840 قراءة 

محلل عسكري يكشف عن خطوة سياسية ترعب مليشيا الحوثي والانتقالي.. ويدعو لتنفيذها فورًا

المشهد اليمني | 827 قراءة 

لمن الغلبة ؟ القحطاني يتعهد بخروج الانتقالي من حضرموت.. وتهديدات أبو علي الحضرمي تضع وعود الرياض على المحك

يني يمن | 612 قراءة 

عاجل:حلف قبائل حضرموت يصدر بيان هام

كريتر سكاي | 536 قراءة 

عاجل | القوات الجنوبية تُحكم سيطرتها على جيشان وتواصل التقدم نحو العطفة

العين الثالثة | 488 قراءة 

تطور مفاجئ في قضية إعدام الشاب ‘‘باحاج’’ على أيدي مسلحين قبليين في شبوة

المشهد اليمني | 462 قراءة 

رسالة سعودية: لا "لاحتكار الجنوب" ولا لفرض الأمر الواقع في "حضرموت والمهرة"

مندب برس | 450 قراءة 

السعودية توقف تصاريح دخول البواخر إلى ميناء عدن على خلفية رفض انسحاب قوات الانتقالي من حضرموت والمهرة

صحيفة ١٧ يوليو | 446 قراءة 

تحرك روسي إيراني بشأن التطورات في حضرموت والمهرة

المشهد اليمني | 441 قراءة 

لقاء مرتقب بين الرئيس العليمي ووزير الدفاع السعودي بعد رفض مليشيات الانتقالي الانسحاب من حضرموت والمهرة

المشهد اليمني | 389 قراءة