في ظل تصاعد التوترات الإقليمية بين إيران وإسرائيل، تشهد الساحة اليمنية تحركات حوثية لافتة تتضمن دعوات متزايدة للبحث عن حلول عاجلة لإنهاء الحرب، ومنها المرونة بفتح الطرق في ما وصفه مراقبون بأنه تحرك تكتيكي يهدف إلى المناورة السياسية أكثر من كونه تعبيراً حقيقياً عن رغبة حوثية في السلام.
وأوضحت المصادر أن قيادات بارزة في مليشيا الحوثي عبّرت عن قلق متزايد من تداعيات التصعيد بين طهران وتل أبيب، لا سيما في ظل العلاقة الوثيقة التي تربط المليشيات بإيران.
ووفقاً للمصادر، فإن تلك القيادات دعت رئيس وفدها التفاوضي، محمد عبد السلام، إلى التحرك العاجل لاستكشاف مسارات سياسية قد تساهم في تجنيب مليشيا الحوثي تداعيات محتملة قد تُهدد مشروعها عقب انهيار النظام الإيراني.
ويفسر محللون سياسيون هذا التوجه بأنه جزء من سياسة “التقية” التي دأبت عليها الجماعة في محطات فارقة منذ اندلاع الحرب.
إذ غالباً ما تُطلق مليشيا الحوثي إشارات تهدئة أو دعوات سلام عندما تواجه ضغوطاً متزايدة، أو تجد نفسها أمام متغيرات إقليمية ودولية لا تصب في مصلحتها.
ويرى المراقبون أن التحركات الحوثية الأخيرة لا تنفصل عن هذا السياق، مشيرين إلى أنها تهدف إلى كسب الوقت، وترتيب صفوفها داخلياً، في انتظار ما ستسفر عنه التطورات الإقليمية، دون أن تقدم حتى الآن أي مؤشرات ملموسة على تغيير جذري في سلوكها العسكري أو السياسي داخل اليمن.
ويخشى يمنيون أن تكون هذه الدعوات مجرد غطاء مرحلي تستخدمه المليشيات لتأمين بقائها السياسي، فيما تواصل في الواقع ترسيخ سلطتها بالقوة وفرض واقع الانقلاب، مستفيدة من الغطاء الإيراني والدعم اللوجستي المستمر من طهران.
وفي ظل هذا المشهد المعقد، تبقى التساؤلات قائمة حول مدى جدية الحوثيين في البحث عن سلام حقيقي، أم أن ما يجري لا يتعدى كونه حلقة جديدة في سلسلة مناوراتهم السياسية الهادفة لإطالة أمد الأزمة، وضمان بقائهم كأمر واقع تحت لافتة “السلام”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news