سمانيوز /خاص عواصم - تحليل إخباري
تتصاعد التحذيرات في الأروقة السياسية والعسكرية حول العالم من أن مؤشرات اندلاع صراع واسع النطاق، قد يتطور إلى حرب عالمية، لم تعد مجرد تكهنات بعيدة. ففي ظل حالة استنفار عسكري غير مسبوقة تشهدها عدة دول كبرى وإقليمية، يقف الشرق الأوسط على فوهة بركان، حيث يبدو الوضع “خطيراً جداً” وينذر بالأسوأ.
في قلب هذه الأزمة، تبدو الإدارة الأمريكية في حالة من الارتباك الحذر، حيث يعيش البيت الأبيض حالة من التخبط بين خيارات صعبة. فبينما تتعالى الأصوات المطالبة بردع حاسم للتهديدات المتزايدة لمصالحها وحلفائها، هناك خشية حقيقية من أن أي خطوة عسكرية مباشرة قد تشعل فتيل حرب شاملة لا تُحمد عقباها. هذا التردد يشي بفقدان زمام المبادرة في منطقة كانت تعتبرها واشنطن ساحتها الخلفية.
وتزداد الصورة تعقيدًا مع التحركات الأمريكية الأخيرة، التي شملت تعزيز القدرات العسكرية وإرسال حاملات طائرات ومدمرات إلى المنطقة، في رسالة قوة تبدو دفاعية في ظاهرها، لكنها تحمل في طياتها استعدادًا لسيناريوهات هجومية.
على الضفة الأخرى، تراقب القوى الشرقية، وعلى رأسها الصين وروسيا، المشهد عن كثب وبقلق بالغ. لا تكتفي بكين وموسكو بالمراقبة، بل ترفعان من جاهزيتهما العسكرية استعدادًا لأي طارئ، وتجريان مناورات مشتركة، وتطلقان تصريحات تدعو لضبط النفس، بينما تنتقدان في الوقت ذاته “السياسات الأحادية” التي أوصلت المنطقة إلى هذه الحافة الخطرة. هذا الموقف يعكس استراتيجية مزدوجة: محاولة تجنب الحرب، والاستعداد للاستفادة من أي فراغ قد تتركه الولايات المتحدة.
غلطة واحدة قد تشعل كل شيء
يتفق المحللون الاستراتيجيون على أن الوضع الحالي لا يحتمل أي أخطاء في الحسابات. “غلطة واحدة ممكن أن تشتعل”، هذا ما يردده الخبراء، مشيرين إلى أن أي مواجهة مباشرة، خصوصًا إذا تورطت فيها أمريكا بشكل كامل، ستفتح أبواب الجحيم على المنطقة والعالم.
إن اشتعال الجبهة في الشرق الأوسط لن يبقى حبيس حدودها. فتشابك المصالح الدولية، ووجود تحالفات عسكرية متضادة، وأهمية المنطقة لإمدادات الطاقة العالمية، كلها عوامل تضمن تحول أي صراع إقليمي إلى مواجهة عالمية.
وفيما تتجه الأنظار بقلق شديد إلى التحركات العسكرية والسياسية في الساعات والأيام القادمة، يبقى العالم حابسًا أنفاسه. فعلينا الاستعداد للأسوأ، فما أن تتورط القوى الكبرى في الرمال المتحركة للشرق الأوسط، حتى يصبح من الصعب، وربما من المستحيل، منع الانزلاق نحو حرب كارثية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news