في موقف إنساني نبيل ومشهد يجسّد أسمى معاني التلاحم والتكافل، تمكنت قبائل يافع بالتعاون مع وجهاء وأعيان المجتمع، وعدد من الخيرين في الداخل والخارج، من جمع دية العتق الخاصة بالفتاة “شروق” خلال فترة زمنية وجيزة، ما أدى إلى رفع السيف عنها وإغلاق ملف القضية بشكل نهائي.
وتحولت قضية شروق إلى واحدة من أبرز قضايا الرأي العام التي لقيت تفاعلًا شعبيًا واسعًا، بعد أن صدر بحقها حكم بالقصاص، لتبدأ إثر ذلك حملة تضامن واسعة شارك فيها الآلاف، سواء بالتبرع المالي أو بالدعاء والمناصرة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمنابر القبلية والمجتمعية.
وشهدت مناطق يافع خلال الأيام الماضية تحركات غير مسبوقة، تمثلت في تشكيل لجان مجتمعية لجمع الدية، وعقد لقاءات موسعة بين الشخصيات الاجتماعية والقبلية، في سبيل الوصول إلى حل ينقذ حياة الفتاة، ويجنب البلاد فتنة أو دماء قد تراق. وقد تميزت هذه الجهود بالسرعة والتنظيم والتكاتف، ما أسهم في تحقيق الهدف خلال فترة قياسية.
وأكدت مصادر محلية أن الدية تم جمعها بالكامل، وتم تسليمها للجهات المعنية، وسط أجواء من الفرح والامتنان، واعتبرت هذه الخطوة انتصارًا لقيم الرحمة والإنسانية والصلح، ورسالة قوية تؤكد أن النسيج الاجتماعي في الجنوب لا يزال متماسكًا، وأن صوت العقل والرحمة أقوى من كل ما سواه.
وعبّر عدد من المشاركين في الحملة عن سعادتهم بهذا الإنجاز الذي عكس روح التكاتف في المجتمع، مشيدين بدور القبائل والوجهاء، وكذلك بدور وسائل الإعلام والنشطاء الذين ساهموا في إيصال صوت القضية إلى كل بيت.
من جهتهم، وجّه أهالي الفتاة شكرهم العميق لكل من ساهم ووقف بجانبهم في هذه المحنة، داعين الله أن يجعل هذا العمل في ميزان حسنات الجميع، وأن يحفظ البلاد وأهلها من كل سوء.
وتُعد هذه الحملة نموذجًا فريدًا في التضامن الشعبي والقبلي، ورسالة أمل في أن القيم الأصيلة لا تزال حية في مجتمعنا، مهما تكاثرت التحديات والظروف.
لمتابعة آخر الأخبار والمستجدات زُوروا قناتنا على التلجرام عبر الرابط:
شارك هذا الموضوع:
فيس بوك
X
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news