د. جمال الحميري: لا فائدة للعرب من الصراع الإيراني-الإسرائيلي والحياد الذكي هو الموقف الأنسب
أكد الدكتور جمال الحميري،مدير مركز يمن المستقبل و الباحث في الشؤون السياسية والاستراتيجية، أن الحرب المتصاعدة بين إسرائيل وإيران لا تحمل في طياتها أي فائدة مباشرة للعرب، بل تشكّل امتدادًا لصراع نفوذ إقليمي يُدار على حساب أمن واستقرار العالم العربي.
وقال الحميري في تصريحات صحفية إن "الصراع الإيراني-الإسرائيلي، رغم طابعه العسكري والتصعيدي، لا يُعدّ معركة عربية بأي حال، بل ساحة لتصفية الحسابات بين قوتين إقليميتين تتنافسان على النفوذ والهيمنة، فيما تدفع الدول العربية الثمن الباهظ من أمنها واستقرارها واقتصادها".
وشدد الحميري على أن المصلحة العربية الحقيقية تكمُن في تبني حياد ذكي، يهدف إلى تجنيب المنطقة مزيدًا من التوترات، والعمل على بناء توازنات إقليمية مستقلة تحفظ السيادة الوطنية وتؤسس لاستقرار طويل الأمد، بعيدًا عن الاصطفافات المحورية التي لا تخدم القضايا العربية.
وأضاف أن "إيران، عبر تدخلاتها في العراق وسوريا واليمن، ودعمها اللامحدود للميليشيات المسلحة، كانت سببًا مباشرًا في تقويض استقرار هذه الدول وتفكيك مؤسساتها"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن "الكيان الإسرائيلي يواصل احتلاله للأراضي الفلسطينية، ويمارس سياسات عدوانية توسعية تشكل تهديدًا دائمًا للمنطقة".
وأوضح الحميري أن كِلا الطرفين، الإيراني والإسرائيلي، لا يمكن النظر إليهما كحلفاء للعرب، بل كطرفين يُشكلان مصدرًا مستمرًا للتهديد السياسي والعسكري، ما يوجب على العرب أن يتبنوا موقفًا مستقلًا يراعي مصالحهم القومية أولًا.
واختتم تصريحه بالقول: "الحرب ليست حربنا، ومن الخطأ أن نُزج بأنفسنا فيها. الخيار الأذكى هو الحذر، والمراهنة على مواقف مستقلة تنأى عن الاستقطاب وتحمي مصالح الأمة".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news