من اليمن إلى مصر الحبيبة: شكراً من القلب.. والعروبة لا تموت
قبل 3 دقيقة
في زمنٍ تصدّعت فيه الجدران، وتشقّقت فيه أرواح الأوطان تحت سطوة الحرب، يبقى هناك وطنٌ لا تهزّه العواصف، بل يحتضن الجراح ويداويها بالحب… إنها مصر العروبة، مصر الأخوة، مصر القلب الكبير
.
ومن قلب اليمن الجريح، حيث لا تزال الحرب تحفر في ذاكرة الناس أخاديد الحزن والفقد، يخرج صوتٌ مختلف، صوت لا يحمل صرخة ألم، بل رسالة وفاء، وباقة شكر، واعتراف بجميل لا يُنسى. رسالة من كل بيت يمني أقام في مصر، من كل طالب تعلم، من كل مريض شُفي، من كل لاجئ وجد الكرامة… إلى مصر وشعبها وقيادتها، إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، من القلب: شكراً.
مصر... الحضن العربي الذي لا يُغلق بابه
لم تكن مصر يومًا غريبة عن اليمن، ولم يكن اليمني يومًا ضيفًا في أرض الكنانة، بل كان الأخ في بيت أخيه، والمواطن في وطنه الثاني.
في أصعب لحظات التشرد والانكسار، حين أغلقت الأبواب ورفعت الأسوار، كانت مصر تُفتح على مصراعيها.
استقبلت المصريون إخوانهم اليمنيين بكرم لا يُقاس، وبابتسامة لا تسأل عن الهويّة، بل تُجيب بإنسانيّة.
لقد تحولت القاهرة والإسكندرية والمنصورة وأسيوط إلى مدن لجوء حنون، ومدن إقامة كريمة.
في المدارس، جلس أطفال اليمن إلى جوار أطفال مصر.
وفي المستشفيات، عولج المرضى اليمنيون كما لو كانوا من أبناء النيل.
وفي الشوارع، شعر اليمنيون بأنهم ليسوا غرباء بل أقارب في قلب وطن.
الرئيس السيسي... صوت الحكمة وأخ العرب
ليس غريبًا على الرئيس عبد الفتاح السيسي هذا الموقف النبيل.
فمنذ توليه القيادة، أثبت أن مصر ليست فقط قلب الأمة جغرافيًا، بل قلبها أخلاقًا وإنسانية.
فتح الأبواب، وسهّل الإجراءات، ووجّه مؤسسات الدولة لدعم اليمنيين، لا كلاجئين، بل كإخوة.
وفي كل خطابٍ له عن اليمن، كان حديثه موزونًا بالعقل، محمولًا على ضمير عربي حي، يدرك أن أمن اليمن جزء من أمن مصر، وأن سقوط اليمن بيد الميليشيات الإيرانية خطر على الجميع.
إن اليمنيين، وهم يتابعون هذا الدعم، وهذا الاحتضان، وهذه الكلمات الصادقة، يعرفون أن التاريخ سيكتب: أن الرئيس السيسي وقف إلى جانبهم، لا طلبًا لمجد، بل وفاءً للعروبة.
مصر واليمن.. مصير مشترك ومعركة واحدة
ما يجري في اليمن ليس مجرد حرب أهلية كما تصوّره وسائل التجهيل، بل هو صراع هوية بين يمنٍ عربي أصيل، ومشروع إيراني غريب يستهدف تمزيق النسيج اليمني وتحويله إلى خنجر مسموم في خاصرة الجزيرة العربية.
وفي هذا الصراع، كانت مصر على الجبهة معنا.
لم تبحث عن قواعد أو نفوذ، بل عن دولة يمنية مستقلة، حرة، مدنية، بلا مليشيات ولا وصاية ولا شعارات طائفية مدمّرة.
وقفت مصر في الستينيات مع الجمهورية الوليدة، وتقف اليوم مع اليمن الجمهوري من جديد.
تاريخ من المواقف لا من الكلمات، وتضامن لا يُشترى.
مناشدة يمنية: دعوا اليمن يعيش
من على أرض مصر، حيث يعيش مئات الآلاف من اليمنيين، نطلق نداء صادقًا إلى العالم، إلى أطراف الحرب، إلى كل صاحب ضمير:
أوقفوا الحرب.
دعوا اليمن يلتقط أنفاسه.
دعوا أطفاله يحلمون، لا يحفرون قبور آبائهم.
لقد تعب اليمن من الدم، من الخراب، من المليشيات، من التدخلات، من غياب الدولة، من الغربة.
آن لليمن أن يعود كما كان... سعيدًا.
آن لليمن أن يكون لأبنائه، لا للحرس الثوري الإيراني، ولا لوكلاء الخراب.
من القلب إلى أمّ الدنيا
أيها الشعب المصري العظيم،
يا من شاركتمونا العيش والخبز والشارع والمدرسة والابتسامة،
يا من وسّعتم صدوركم لألمنا, لن ننسى.
لن ننسى أنكم كنتم وطنًا حين ضاع الوطن.
كنتم أملًا حين انطفأت كل شموع السياسة.
كنتم الكتف التي استند إليها المنفي والمقهور.
نحبكم كما نحب اليمن،
نحب نيلكم كما نحب تعز وعدن وصنعاء،
وسنرد هذا المعروف حين تنهض بلادنا.
وحين نعود، سنعود من مصر لا من الشتات.
ختامًا... العروبة باقية ما بقيت مصر
في زمن الجدران، كانت مصر جسرًا.
في زمن الطائفية، كانت مصر عروبة.
في زمن الحرب، كانت مصر سلامًا.
ومن اليمن إلى مصر، نقول:
شكراً مصر...
شكراً للرئيس السيسي...
شكراً لكل أم مصرية ربّت طفلًا يمنيًا بجانب طفلها،
لكل معلم، لكل طبيب، لكل جندي، لكل مسؤول.
أنتم أخوتنا... ونحبكم.
ولتبقى العروبة، ما بقي في القلب نبض.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news