غارات إسرائيلية مكثفة على طهران تسفر عن مقتل قائد الحرس الثوري ومجموعة من العلماء النوويين

شنت القوات الجوية الإسرائيلية فجر اليوم الجمعة سلسلة غارات جوية واسعة النطاق استهدفت مواقع عسكرية وأمنية حساسة في العاصمة الإيرانية طهران، ضمن ما وصفتها تل أبيب بـ"الضربة الافتتاحية" لعملية عسكرية تحمل اسم "الأسد الصاعد".

وأفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي انفجارات عنيفة في عدة مناطق بالعاصمة الإيرانية، بينما أعلنت وكالة "تسنيم" الإيرانية مقتل قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي في إحدى الضربات التي استهدفت مقر القيادة العامة للحرس أثناء تواجده في مهمة "حساسة". كما أكدت الوكالة مقتل العالمين النوويين مهدي طهرانجي وفريدون عباسي.

ونقلت القناة 13 الإسرائيلية أن الهجوم استهدف شخصيات بارزة من بينها رئيس هيئة الأركان الإيرانية وقادة في الحرس الثوري وعلماء ذرة، في حين تحدثت القناة 12 عن استهداف منشآت نووية، وقواعد عسكرية، ومنصات صواريخ، إضافة إلى مقار قيادية رفيعة في طهران ومدن أخرى.

كما تحدثت مصادر أمنية لموقع "والا" العبري عن "احتمال كبير" بتصفية هيئة الأركان الإيرانية في الضربة الأولى. وأكدت القناة 14 أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس اتخذا قرار بدء العملية قبل ثلاثة أيام، وأنهما يشرفان الآن من غرفة عمليات محصّنة تحت الأرض.

من جانبه، وصف نتنياهو الضربة بأنها "لحظة حاسمة في تاريخ إسرائيل"، مؤكداً أن الهدف الأساسي منها هو تقويض البرنامج النووي الإيراني. فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي حالة الطوارئ وأغلق المجال الجوي الإسرائيلي تحسباً لأي رد محتمل من إيران، متوقعاً تعرض البلاد لهجمات صاروخية وطائرات مسيّرة.

موجات متتالية من الهجمات

قالت القناة 13 إن إسرائيل نفّذت حتى الآن أربع موجات من الغارات، وأكدت شبكة "CNN" نقلاً عن مسؤول إسرائيلي أن الهجوم "لن يقتصر على يوم واحد"، مشيراً إلى أن تل أبيب تخطط لعدة جولات من العمليات العسكرية ضد أهداف داخل إيران.

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، أقر المجلس الوزاري الأمني المصغر بالإجماع قرار شن الهجوم، ووقّع الوزراء على وثيقة أمان خاصة لمنع تسريب أي معلومات قبل بدء الضربات.

خسائر بشرية وأضرار مادية في طهران

في إيران، أعلن التلفزيون الرسمي مقتل خمسة مدنيين وإصابة 20 آخرين في منطقة نارمك شرق العاصمة جراء القصف، في حين نقلت وسائل إعلام محلية أن الضربات استهدفت مقر قيادة الحرس الثوري، وعدة أحياء سكنية، إلى جانب منشآت في تبريز وكرمانشاه.

كما أعلنت السلطات إغلاق مطار الإمام الخميني الدولي في طهران، وتحويل مسارات الرحلات المدنية في تل أبيب إلى مطار لارنكا في قبرص. وفي العراق، قررت الحكومة إغلاق الأجواء العراقية أمام جميع أنواع الطيران.

وذكر مراسل الجزيرة في طهران أن أصوات الانفجارات تركزت في مناطق شرقي العاصمة، حيث توجد مواقع عسكرية حساسة، وفي محيط منطقة بارشين التابعة لوزارة الدفاع، إضافة إلى مواقع جنوب غرب طهران تابعة للحرس الثوري.

استهداف شخصيات إيرانية بارزة

أفادت تقارير إعلامية محلية عن مقتل أو إصابة عدد من المسؤولين الإيرانيين البارزين، بينهم رئيس هيئة الأركان اللواء محمد باقري، ومستشار المرشد الأعلى علي شمخاني، وقائد مقر "خاتم الأنبياء" غلام علي، بالإضافة إلى تقارير غير مؤكدة عن اغتيال رئيس جامعة آزاد الإسلامية محمد مهدي طهرانجي.

الحرس الثوري الإيراني توعد في بيان رسمي بـ"رد قاس ومذل"، محمّلاً الولايات المتحدة مسؤولية ما وصفه بـ"الجريمة الإرهابية التي ارتُكبت بعلم وموافقة واشنطن".

استهداف منشآت نووية وصاروخية

أشارت وكالة "تسنيم" إلى أن الهجمات استهدفت أيضاً منشأة "أحمدي روشن" لتخصيب اليورانيوم في نطنز، إضافة إلى مواقع في خنداب وخرم آباد. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول إيراني أن حي شهراك شهيد محلاتي – حيث يقطن عدد من كبار الضباط – تعرض لقصف جوي، مما أدى إلى تدمير ثلاث مبانٍ سكنية بالكامل.

تنسيق مع واشنطن

بحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي، تنسق تل أبيب عملياتها بشكل كامل مع الولايات المتحدة، فيما أشارت صحيفة "جيروزاليم بوست" إلى أن قرار الهجوم جاء على خلفية "معلومات استخباراتية مؤكدة" تفيد بأن إيران كانت على وشك تحقيق اختراق نووي خلال أيام قليلة.

وبينما لا يزال الموقف الإيراني الرسمي يتسم بالحذر في بعض تفاصيل الحادثة، تشير كثافة الضربات وتعدد مواقعها إلى أن المنطقة قد تكون على أعتاب مواجهة مفتوحة ذات تداعيات إقليمية خطيرة.

الجزيرة نت