الشاهد برس | مران- صعدة.
تعيش منطقة فوط في مديرية مران بمحافظة صعدة أجواء روحانية مهيبة واحتفالات ليلية متواصلة منذ نحو أسبوع، احتفاءً بيوم ولاية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، في مشهد يعكس عمق الارتباط الشعبي اليمني بتاريخ أهل البيت عليهم السلام وقيمهم المتجذّرة في الوجدان.
ويقول عبدالعظيم العجري، المشرف العام بالمنطقة، في تصريح صحفي: “هذه الفعاليات تُجسّد روح المحبة والولاء للإمام علي عليه السلام، الذي يحتفل الشعب اليمني بولايته منذ قرون”، مضيفًا: “إحياء هذه المناسبة هو استحضار لقامة عظيمة رفعها الله، وأعلى شأنها، إنه علي بن أبي طالب، أخو رسول الله ووصيّه، وباب مدينة علمه، ورمز خلده التاريخ بالعدل والشجاعة والإيمان”.
وتتنوّع الفعاليات بين أمسيات إنشادية، ومجالس ثقافية تتناول سيرة الإمام، إلى جانب البرع الشعبي والزوامل والعروض الفنية التراثية، وسط حضور واسع من الأهالي الذين زيّنوا منازلهم ومداخل القرى بالأنوار والرايات الخضراء، في لوحة احتفالية تعبّر عن عمق الولاء.
ويؤكد أحد المشاركين: “الإمام علي ليس مجرد شخصية تاريخية، بل هو رمز حيّ للحق والعدالة، واستحضار سيرته في هذه المرحلة هو رسالة واضحة للعالم أننا نسير على حب آل البيت الذين ناصروا المظلومين وكانوا خير معين للمظلومين في كل مكان، وعلى رأسهم إخوتنا في فلسطين”.
وفي ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة، يستحضر اليمنيون من خلال هذه المناسبة المبادئ التي مثّلها الإمام علي، والتي انعكست في مواقف السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – المناصرة للمستضعفين، والداعمة لقضايا الأمة العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
ويقول العجري: “ما نراه من تفاعل شعبي واسع في فوط هو امتداد طبيعي لثقافة يمنية أصيلة تُعلي من شأن الحق وتستنكر الباطل، تمامًا كما عاش الإمام علي حياته بكل مواقفه الصلبة”.
في ليالي فوط، لا تهدأ الأناشيد ولا تخفت الأضواء. ترتفع أصوات القصائد التي تمجّد أمير المؤمنين، وتُلقى الخطب في المجالس الثقافية التي تنظمها شخصيات اجتماعية وشبابية، في استعادة نابضة لسيرة رجل عاش للحق ومات على طريقه.
وفي كلمات الحضور، وسطور القصائد، وخطب الخطباء، كان الإمام علي حاضرًا بكل قامته: إمام العدالة، صوت المظلومين، السيف الذي لا يُشهر إلا لنصرة الحق، أول من أسلم من الصبيان، حامي الرسالة، شريك النبي، وصاحب الموقف حين انحنى الكثيرون.
ويضيف العجري: “نُحيي الولاية لنُجدد قيمها. ورغم أجواء الفرح الروحي، لم تكن فلسطين بعيدة عن وجدان الحاضرين. ففي كل أمسية، يُخصص وقت للحديث عن مأساة غزة، حيث يُقتل الأطفال وتُجوع العائلات تحت نيران الاحتلال”.
ويؤكد المشرف الأمني أن فوط لا تتعامل مع مناسبة الولاية كحدث موسمي عابر، بل تعتبرها جزءاً من الهوية وركيزة للوعي الجمعي. حيث تُضاء القرى، وتُعقد الدروس التربوية، وتتحول المناسبة إلى مساحة حية لتغذية الوعي وتعميق الانتماء.
واختتم عبدالعظيم العجري تصريحه بالقول: “نستلهم من الإمام علي الشجاعة في مواجهة الطغيان، ونجدّد من خلال هذه الذكرى العهد بالنصرة لكل مظلوم، وفي مقدمتهم أهلنا في غزة الصامدة”.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news