تعتزم الجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الخميس، التصويت على مشروع قرار يدعو إلى وقف فوري، وغير مشروط، ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة، وذلك في ظل تصاعد الضغوط الدولية لإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من ثمانية أشهر، والتي أودت بحياة عشرات الآلاف، وأغرقت القطاع في كارثة إنسانية غير مسبوقة.
ويأتي هذا التصويت بعد أن استخدمت الولايات المتحدة، الأسبوع الماضي، حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد مشروع قرار مماثل، مما دفع الدول الأعضاء إلى اللجوء إلى الجمعية العامة التي تضم 193 دولة، حيث لا تمتلك أي دولة حق الفيتو.
ورجّح دبلوماسيون أن يتم تمرير القرار بأغلبية ساحقة، رغم الضغوط التي مارستها إسرائيل على عدة دول هذا الأسبوع لمنع المشاركة، واصفة القرار بأنه "مسرحية سياسية غير مجدية".
ورغم أن قرارات الجمعية العامة غير ملزمة قانونيًا، إلا أنها تحمل ثقلاً سياسيًا كبيرًا وتعكس التوجه العالمي بشأن النزاعات الدولية. ويأتي هذا التصويت قبل مؤتمر أممي مرتقب الأسبوع المقبل لدفع جهود السلام على أساس حل الدولتين.
تحذيرات وضغوط أمريكية
في مذكرة سرّبتها وكالة "رويترز"، حذّرت الولايات المتحدة الدول الأعضاء من اتخاذ مواقف معادية لإسرائيل، معتبرة أن ذلك قد "يتعارض مع مصالح السياسة الخارجية الأميركية" وقد تترتب عليه "عواقب دبلوماسية".
وتأتي هذه التحذيرات بالتزامن مع تقارير تحدثت عن إجلاء موظفين أميركيين غير أساسيين من بعض دول المنطقة، تحسبًا لتطورات أمنية محتملة، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية واحتمالات توجيه ضربة عسكرية لإيران.
تفاصيل مشروع القرار
يتضمن مشروع القرار عدة مطالب رئيسية، أبرزها:
الوقف الفوري والدائم وغير المشروط لإطلاق النار.
الإفراج عن جميع الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.
إعادة الأسرى الفلسطينيين المعتقلين لدى إسرائيل.
انسحاب القوات الإسرائيلية من كامل قطاع غزة.
السماح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
الإدانة الشديدة لاستخدام تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب، ولمنع إيصال المساعدات الأساسية.
رد إسرائيلي غاضب
من جانبه، وصف مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، مشروع القرار بأنه "كاذب ومجحف"، متهماً الجمعية العامة بـ"التحيز الصارخ" ضد إسرائيل، ومؤكدًا أن المشروع "يُقوّض مفاوضات الرهائن ولا يدين حماس".
سياق الحرب
ومنذ هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي شنته حماس وأسفر عن مقتل 1200 شخص وخطف نحو 250 آخرين، تواصل إسرائيل حملة عسكرية واسعة في قطاع غزة، أسفرت عن مقتل أكثر من 54 ألف فلسطيني، بحسب وزارة الصحة في غزة، فيما لا تزال آلاف الجثث تحت الأنقاض.
وتُحذر الأمم المتحدة من مجاعة وشيكة في القطاع، خاصة مع دخول كميات محدودة من المساعدات منذ رفع الحصار الإسرائيلي جزئيًا الشهر الماضي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news