مرفت الربيعي – يمن ديلي نيوز:
تواصلت اليوم الأربعاء 11 يونيو/حزيران في مديريات يافع (جنوب اليمن) فعاليات مهرجان يافع التراثي السنوي 2025، الذي ينظم بالتزامن مع احتفالات عيد الأضحى المبارك.
انطلق المهرجان يوم الاثنين الماضي ويهدف لاستذكار التراث الثقافي الحميري وتأكيد تعزيز الهوية الثقافية اليافعية الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ، ودُشن في قلعة القارة التاريخية في يافع بني قاصد، تلاه مهرجان الهجر، ثم الموسطة، وختامًا مهرجان المفلحي التراثي.
يقول عضو اللجنة الإعلامية للمهرجان الدكتور محمد جواس لـ”يمن ديلي نيوز” إن قبيلة يافع من أبرز القبائل الحميرية، وحكمت اليمن لأكثر من 600 عام، في الفترة الممتدة من 115 قبل الميلاد حتى عام 525 ميلادية.
وأضاف: هذا البعد التاريخي جعل من المهرجان استذكارًا حيًا لهوية تاريخية عريقة، ما زالت تنبض في الأزياء، والزامل، والقصيدة، والسيف، والأرض.
وتابع: تقيم يافع سنويًا أربعة مهرجانات كبرى خلال مواسم الأعياد، نتبادل فيها التهاني، وتُعرض خلالها ملامح التراث الشعبي المتنوع، من أزياء تقليدية، ورقصات فلكلورية، ومقتنيات تراثية تعبر عن عمق الهوية اليافعية.
وقال إن هذه الفعاليات متأصلة في يافع وقديمة جدًا، إلا أنها بدأت تأخذ بعدًا إعلاميًا أوسع خلال السنوات الخمس الأخيرة، مما أسهم في إعادة إحياء بعض المظاهر الثقافية المنسية، وتعزيز حضورها في الوعي المجتمعي.
وذكر أن المهرجان تضمن عروضًا فنية وفلكلورية قدّمتها فرق من مختلف المديريات، شملت رقصات البرع، الزوامل، الرجزات، الأهازيج، والقصائد الشعرية، التي عكست غنى التراث اليافعي وتنوعه، وحظيت بتفاعل كبير من قبل الحضور.
مهرجان يافع الثقافي
كما يتضمن المهرجان معرضًا تراثيًا يستعرض مشغولات يدوية ومنتجات زراعية تشتهر بها مناطق يافع الساحلية، مثل الطماطم، والموز، والمانجو، في لوحة حيّة تجسّد ارتباط الإنسان بأرضه، وتعكس تمازج البُعد الزراعي مع الهوية الثقافية.
وقال: هذه المهرجانات لا تمثل مجرد فعاليات فنية، بل تُعد تظاهرة ثقافية وإنسانية بامتياز، تبرز من خلالها وحدة أبناء يافع، وحضورهم الاجتماعي المتماسك، وتفتح مساحات للتعبير عن الذات والهم المجتمعي بشكل علني وفعال.
وخلال موسم عيد الأضحى، يتوافد أبناء يافع من الداخل والخارج، إلى جانب الزائرين من مختلف المحافظات، للمشاركة في هذا الحدث الثقافي الكبير، الذي أصبح تقليدًا سنويًا تنتظره المنطقة بشغف.
ويشارك الجميع في لوحات استعراضية تعكس الهوية الثقافية ليافع، تتنوع بين رقصات البرع، الزوامل الشعبية، القصائد الشعرية، عروض الأسلحة التقليدية، والزيّ الشعبي اليافعي.
ولا تقتصر أهمية المهرجان على الجانب الاحتفالي فقط، بل يُعد أيضًا ساحة لتبادل التحايا، ومناقشة قضايا وهموم المجتمع المحلي، حيث تُطرح المطالب ويُناقش الشأن العام بحضور الشيوخ والشخصيات السياسية، في تقليد له دلالات عميقة في وجدان أبناء يافع، وامتد تأثيره إلى خارج المنطقة نتيجة الحضور الثقافي والاجتماعي البارز لليافعيين.
يشار إلى أن يافع تنسب إلى يافع بن قاول بن زيد بن ناعتة بن شراحيل بن الحارث بن زيد بن يريم بن ذي رعين، وصولًا إلى حِمْيَر بن سبأ.
وورد في “صفة جزيرة العرب” للهمداني، أن “أرض حمير الأصل هي سرو حمير، وقلب سرو حمير هو بلاد يافع”، وهي تلك السلاسل الجبلية الشاهقة التي تشكّل دلتا وادي أبين.
مهرجان يافع الثقافي
مرتبط
الوسوم
مهرجان يافع الثقافي
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news