داخل آلة الحرب الحوثية: هيكل التنظيم العسكري وأبعاده الإقليمية

كشفت تقارير إعلامية عن تفاصيل دقيقة حول البنية العسكرية المعقدة لميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، في وقت تواصل فيه الجماعة تهديدها بتوسيع هجماتها ضد إسرائيل، خاصة بعد استهدافها الأخير بصاروخ باليستي، ورد البحرية الإسرائيلية بضربة على ميناء الحديدة اليمني.

منذ هجمات السابع من أكتوبر، كثف الحوثيون عملياتهم ضد إسرائيل وهددوا الملاحة الدولية في المنطقة، مستغلين سيطرتهم على أجزاء واسعة من الأراضي اليمنية حيث أسسوا "دولة داخل الدولة" بجيش منظم ومتعدد التشكيلات.

وفي تقرير موسع نشره موقع "العين الإخبارية" الإماراتي تحت عنوان "أذرع الموت"، تم الكشف عن الهيكل الموازي للقوة العسكرية الحوثية، الذي يتجاوز مجرد كونها ميليشيا مسلحة، ويُظهر تنظيماً عسكرياً متقدماً يشبه الجيوش النظامية.

هيكل القيادة

يتولى عبد الملك الحوثي السيطرة الكاملة على قيادة الميليشيا، معتمداً على مجموعة من القادة الميدانيين الشباب الذين شكّلوا نواة ألوية قتالية مستقلة ذات طابع خاص خارج البنية التقليدية للمليشيا.

يدير العمليات العسكرية الحوثية مركز قيادة مشترك يقوده اللواء صادق المقراني، ويُنسق انتشار عشرات الألوية على مختلف الجبهات.

أبرز الألوية القتالية:

1. ألوية الفتح

تضم مقاتلين عقائديين وتتمتع بمرونة حركة بين الجبهات، خصوصاً على الحدود مع السعودية. كان يقودها اللواء محمد عبد الله ثُعيل، الذي تلقى تدريبات عسكرية في لبنان وإيران قبل مقتله في 2022. يخلفه حالياً العميد حسين القحوم.

2. ألوية حرس الحدود

يقودها العميد بندر معوض العمري، وتنتشر في صعدة وحجة والجوف، حيث تسيطر على الممرات الجبلية وتؤمن طرق التهريب. يتولى اللواء أحمد يحيى جسار الإشراف عليها.

3. ألوية الصماد

تُعد من أكبر التشكيلات القتالية، وتضم مقاتلين قبليين من وسط اليمن. تنتشر في الضالع ولحج وتعز. من أبرز قادتها العميد سليم القحيف واللواء أمين البحر.

4. ألوية النصر

تعمل بالتوازي مع "القوات الإقليمية الشمالية"، بقيادة اللواء عقيل الشامي، أحد أبرز القادة العقائديين المتشددين بعد يوسف المداني. تشمل تشكيلاتها خمس ألوية بحرية وساحلية، تضم العديد من الأطفال وصيادي الأسماك الذين جرى تجنيدهم.

5. ألوية الحسم

تضم وحدات مشاة وآليات وقناصة ومدفعية وصواريخ مضادة للدروع والطائرات بدون طيار. يقودها العميد أبو يوسف حمدان وتنتشر بشكل رئيسي في مأرب.

6. ألوية الدعم والإسناد

تشبه في تنظيمها ووظيفتها قوات "الباسيج" الإيرانية. يقودها اللواء قاسم الحمران المعروف بولائه المطلق لإيران وعبد الملك الحوثي. يتوزع مقاتلوها على جبهات عدة، وأحد أبرز كتائبها تتمركز في الحديدة وتضم نحو 9,000 مقاتل.

7. ألوية الهادي

قوة سرية جرى الكشف عنها عام 2023، وتتكون من 1,500 طفل دون سن الخامسة عشرة تم إخضاعهم لتدريبات عسكرية مكثفة وغُرس فيهم الفكر المتطرف. تم نشرهم في جبهات مأرب والضالع وتعز والساحل الغربي.

8. ألوية الحماية الرئاسية

تتولى مسؤولية تأمين مراكز القيادة في صنعاء، بقيادة العميد عبد الله يحيى الحسني. كما يدير العميد عبد الرحمن الحوثي جهاز الاستخبارات العسكرية داخل هذه الألوية.

9. ألوية حماة الساحل الغربي

تأسست خلال معارك التحالف لتحرير الحديدة عام 2018. يقودها العميد عبد الله الوزير وتضم ألوية متمركزة في الدريهمي. كما تشمل وحدات "حماة الساحل الغربي" بقيادة العميد محمد عيضة شُويان.

10. الألوية الاحتياطية

تشرف عليها عائلة عبد الملك الحوثي مباشرة من خلال شقيقه عبد الخالق الحوثي. من أبرز تشكيلاتها "لواء القدس" المنتشر في صنعاء.

11. ألوية بدر

تتمركز في سواحل محافظة حجة وتُعتبر قوة احتياطية يقودها العقيد عقيل محمد عباس المؤيد الذي رُقِّي مؤخراً إلى رتبة عميد. ظهر اسمه لأول مرة عام 2016 عندما حصل على رتبة عسكرية دون خلفية عسكرية حقيقية.

أبعاد إقليمية

يؤكد التقرير أن التنظيم العسكري الحوثي يشكل خطراً متصاعداً في المنطقة، خاصة مع تبني الجماعة لخطاب عقائدي متطرف وتوسيعها لقدراتها البحرية والصاروخية بدعم مباشر من إيران.

كما أشار قادة في المشروع السعودي "مسام" مؤخراً إلى أن الحوثيين يستغلون فترات الهدنة لزرع المزيد من الألغام، ما يفاقم التهديدات الأمنية ويزيد من معاناة المدنيين.