أعلنت الولايات المتحدة عن تصفية خبير حوثي بارز متخصص في تكنولوجيا الطائرات المسيّرة، خلال عملية نُفذت داخل الأراضي العراقية في أبريل 2024 وذلك في سياق التحركات الأمريكية المكثفة ضد النفوذ الإيراني في المنطقة.
وجاء الإعلان على لسان قائد القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم)، الجنرال مايكل كوريلا، الذي كشف كذلك عن مقتل عنصر من حزب الله اللبناني خلال العملية نفسها، حيث كان كلاهما يقدمان دعمًا فنيًا لكتائب حزب الله في العراق.
وخلال جلسة استماع أمام الكونغرس، أكد كوريلا أن واشنطن مستمرة في اعتراض الطائرات المسيّرة التي تطلقها مليشيا الحوثي، مشيرًا إلى أن هذه المسيّرات تُصنع في إيران، وتندرج ضمن حملة طهران لتوسيع نفوذها عبر أذرعها الإقليمية.
كما لفت إلى أن التدخل الأمريكي يأتي ضمن إطار حماية أمن حلفائها والتصدي لتهديدات متزايدة تستهدف الاستقرار الإقليمي.
ووجه كوريلا انتقادات حادة إلى الصين، متهمًا إياها بالتواطؤ غير المباشر مع إيران من خلال غضّ الطرف عن أنشطة الحوثيين في البحر الأحمر، رغم امتلاكها قاعدة عسكرية في جيبوتي.
وأوضح أن امتناع بكين عن التدخل ساهم في تفاقم أزمة الشحن البحري، مما ألحق أضرارًا اقتصادية جسيمة بمصر، التي تعتمد بشكل كبير على مرور السفن عبر هذا الممر الاستراتيجي.
واتهم كوريلا بكين بانتهاج سياسة مزدوجة في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أنها تسعى لبناء علاقات أمنية وثيقة مع دول مثل السعودية والإمارات، في الوقت الذي تواصل فيه شراء النفط الإيراني الخاضع للعقوبات الأمريكية، عبر شبكة نقل بحرية غير قانونية.
وأوضح أن الصين تستورد ما يقرب من 85% من صادرات النفط الإيراني، بمعدل 1.5 مليون برميل يوميًا، وبأسعار تقل عن مستويات السوق، ما يقوض فاعلية العقوبات الأمريكية ويعزز القدرات المالية لطهران.
كما أشار إلى أن الصين توسع نفوذها في العراق، ضمن سياسة استثمارية طويلة الأمد في المنطقة، تتجاوز الجانب الاقتصادي إلى مجالات الأمن والتسلح.
ولفت إلى أن مبيعات السلاح الصينية إلى الشرق الأوسط شهدت قفزة بنسبة 80% خلال السنوات الأخيرة، نتيجة انخفاض الأسعار وسهولة الحصول على المعدات دون شروط سياسية، مما يمنح بكين حضورًا متزايدًا في سوق الأسلحة الإقليمية.
وفي السياق نفسه، تحدث كوريلا عن متانة الشراكة العسكرية بين الولايات المتحدة ودول الخليج، مشيرًا إلى أن قطر تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وتساهم بمبلغ يقدر بـ300 مليون دولار سنويًا لتغطية جزء من نفقات التشغيل، واصفًا التعاون الدفاعي بين واشنطن والدوحة بأنه “نموذج فريد”.
من جهة أخرى، تناول كوريلا تراجع النفوذ الروسي في سوريا، مؤكدًا أن موسكو لم تعد قادرة على تقديم دعم فعّال لنظام الأسد، الذي بات يسعى إلى إعادة النظر في تحالفه مع روسيا.
وأضاف أن الكرملين يحاول التعويض عن تراجعه في دمشق من خلال تعزيز شراكته مع إيران.
وفي ختام تصريحاته، أشار كوريلا إلى أن الدور الأمريكي في المنطقة يشهد تحولًا تدريجيًا، من كونه الضامن الأساسي للأمن إلى جهة تنسق وتدير التكامل الدفاعي بين شركائها الإقليميين، بما يعكس تحولًا في طبيعة الالتزامات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news