بدأت مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران بإعادة نشر وتشغيل معدات اتصالات وأصول تقنية استراتيجية في المناطق الخاضعة لها، بعد قرابة شهر من توقف الضربات الأمريكية التي استهدفت بنيتها التحتية الاتصالية وألحقت بها أضراراً بالغة.
وأفادت منصة “ديفانس لاين” المتخصصة في الشؤون العسكرية والأمنية أن المليشيات الحوثية تسعى لإعادة تعبئة منظومتها الاتصالية والتقنية، في إطار ترتيبات تهدف إلى تأهيل الشبكات التي تعتمد عليها في تسيير الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة المستخدمة في الهجمات البحرية والعمليات العابرة للحدود.
وبحسب المنصة، تعمل المليشيا على تشغيل معدات ومراكز اتصالات كانت قد تعرضت لتدمير جزئي أو كلي، حيث ركزت عملياتها على نشر أجهزة هوائية وأنظمة توجيه جديدة في مواقع استراتيجية، من ضمنها أبراج مرتفعة في مناطق السيطرة الأساسية.
كما أعادت توزيع محطات بث وتشويش وأجهزة اتصالات في قطاعات عسكرية ومحاور قتالية، بالتوازي مع نشر ربيترات للاتصالات اللاسلكية في خطوط التماس والمراكز المتقدمة، ما يشير إلى محاولة خلق بنية متماسكة لإدارة العمليات من الجبهات إلى القيادات المركزية.
وأوضحت المنصة، نقلاً عن مصادر وصفتها بالمطلعة، أن مليشيا الحوثي الإرهابية اتجهت أيضاً إلى توسيع استخدام شبكات الاتصالات السلكية، عبر مد خطوط جديدة إلى مواقع المواجهات والمقار الحيوية، وتوصيل شبكات خاصة بمراكز القيادة والسيطرة، سعياً إلى تقليل الاعتماد على البث اللاسلكي المعرض للاستهداف أو الاختراق.
كما استفادت من خطوط الاتصال القديمة التي تم إنشاؤها قبل الحرب، سواء المدنية منها أو تلك الخاصة بالقطاع العسكري، وواصلت مد الشبكة إلى مواقع بعيدة ومناطق تمركز جديدة.
وتشير المعلومات إلى أن الحوثيين أنشأوا منظومة اتصالية متعددة الطبقات، تضم قنوات خاصة للربط الداخلي والسيطرة، تعتمد على أوعية بيانات مشفرة وآليات متقدمة لإدارة أذرعهم العسكرية والأمنية.
وتدير المليشيات الحوثية شبكة اتصالات داخلية سرية عبر ما يسمى ب”دائرة الاتصالات الجهادية”، وهي منظومة مستقلة تنظم الاتصالات بين الفصائل القتالية والوحدات الاستخباراتية، وتعمل بمعزل عن الشبكات العامة، ما يوفّر لها هامشاً أكبر من السرية والمرونة في العمل الميداني.
ولفتت “ديفانس لاين” إلى أن مليشيا الحوثي لم تتوقف عن تطوير بنيتها التقنية منذ أكتوبر 2023، إذ خضعت آليات الربط والتواصل لسلسلة تحديثات دقيقة، شملت تغيير الشفرات وأساليب التمركز والانتشار، في مسعى لتفادي الاختراقات الأمنية والتقنية.
ووفقاً للمنصة، فإن هذه الإجراءات تأتي نتيجة لمخاوف متصاعدة داخل الجماعة من تكرار سيناريوهات انهيار أمني مشابه لما تعرض له “حزب الله” في جنوب لبنان خلال عملية “البيجر”، وهو ما يبدو أنه بات يشكل هاجساً حقيقياً لصنّاع القرار داخل المليشيا الحوثية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news