في متابعة لما نشرته "العين الثالثة" حول الانهيار الطبي في مستشفى الصداقة التعليمي، حصلت الصحيفة على شهادة مؤلمة من أم فقدت طفلتها ذات التسعة أشهر، بعد أيام من الاحتجاز والتعتيم والإهمال، في واقعة تختصر حجم الكارثة التي تعصف بالمرفق الصحي المفترض أن يكون ملاذًا للمرضى لا قبراً للأحياء.
تقول الأم المنكوبة: "بنتي ما كان فيها حاجة خطيرة، شوية التهاب وضمور بسيط، لكن خلوها ثلاثة أيام ميتة وما قالوش، وأنا أروح كل يوم الساعة 2، يسكروا الباب بوجهي وما يخلونيش أشوفها".
تتابع الأم بصوت متقطع بالغضب والانكسار: "قلت لهم بجيب الشرطة، رابع يوم قالوا لي إن الجاهلة ماتت... وأنا أصلاً قد دفعت 800 ألف ريال على علاجات، وهم عارفين إنها ماتت من أول يوم".
الشهادة، التي حصلت عليها "العين الثالثة" بالصوت، لا تُظهر فقط حجم الإهمال بل تكشف عن نمط متكرر من التعتيم وسوء المعاملة، حيث تُمنع الأمهات من رؤية أطفالهن، وتُترك الجثامين بلا إخطار في المستشفى لعدة أيام، في مشهد يُذكّر بثلاجات الموتى لا بغرف الشفاء.
في خلفية هذه المأساة، تزداد أصوات الأطباء الذين كانوا قد أطلقوا نداءات متكررة للإدارة، يحذّرون فيها من غياب الأدوية المنقذة للحياة، وانعدام التدريب التمريضي، وعدم توفر أدوات أساسية كالأنابيب والأقنعة، إلى جانب غياب أي إجراءات رقابية أو محاسبة إدارية. كل هذا وسط صمت رسمي مطبق، لا يوازيه سوى ازدياد عدد الضحايا.
في ختام شهادتها، قالت الأم بمرارة: "ما بشمت فيهم شمات، بس ما بخليهم... هذا دم بنتي، هذا ظلم ما ينسكت عليه".
"العين الثالثة" تضع هذه الشهادة أمام وزارة الصحة، والنائب العام، وكل ضمير حي، فالحكاية لم تعد خطأً فرديًا أو تقصيرًا لحظيًا، بل جريمة تُرتكب بدم بارد داخل منشأة يُفترض أنها خُصّصت لإنقاذ الأرواح، لا لتغليفها بالصمت.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news