جددت اليمن تأكيدها على التزامها الراسخ بحماية حقوق الأطفال وتوفير بيئة تعليمية وصحية آمنة تكفل لهم مستقبلاً أفضل، مشددة على أهمية تعزيز الشراكات الدولية لمواجهة التحديات الإنسانية الناجمة عن سنوات الحرب.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها السفير عبدالله السعدي، مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك، أمام الدورة العادية الثانية لعام 2025 لصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، حيث أعرب عن تقدير الحكومة اليمنية للتعاون القائم مع اليونيسيف، والدعم المستمر الذي تقدمه في مجالات الصحة والتعليم والمياه.
وأشار السعدي في كلمته إلى أن الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الإرهابية على مدى أكثر من عشر سنوات، خلّفت أوضاعًا إنسانية واقتصادية واجتماعية مأساوية، وألقت بظلالها على ملايين اليمنيين، خاصة الأطفال والنساء وكبار السن، الذين يواجهون أوضاعًا معيشية صعبة في ظل تفشي الأمراض الوبائية وسوء التغذية وانهيار الخدمات الأساسية.
وأوضح أن اليمن تبذل جهودًا مكثفة لمواجهة هذه الأوضاع، عبر تعزيز نظم الرصد والاستجابة الصحية، إلا أن التحديات القائمة، وفي مقدمتها الفجوة التمويلية في خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025، تهدد بكارثة وشيكة، خصوصًا في قطاعات الصحة والتعليم.
ودعا السعدي المجتمع الدولي ووكالات الأمم المتحدة، وفي مقدمتها اليونيسيف، إلى تكثيف الدعم لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية، مؤكدًا ضرورة إيجاد تمويل مستدام يمكن من الحفاظ على كفاءة النظامين الصحي والتعليمي، وتعزيز شبكات الحماية الاجتماعية.
كما سلّط السعدي الضوء على الانتهاكات الجسيمة التي تمارسها مليشيا الحوثي ضد الأطفال في المناطق الخاضعة لسيطرتها، محذرًا من استمرارها في تنفيذ أكبر حملة تجنيد للأطفال من خلال ما يسمى بـ”المعسكرات الصيفية”، حيث يتم تدريبهم على القتال والزج بهم إلى جبهات الحرب، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية.
ونبّه إلى أن المليشيا الحوثية تمضي قدمًا في تغيير المناهج التعليمية بما يخدم أيديولوجيتها الطائفية المتطرفة، ساعيةً إلى غرس مفاهيم العنف والكراهية في عقول الأطفال، مما يشكل خطرًا على التماسك الاجتماعي وسلامة النسيج الوطني، ويمثل تهديدًا حقيقيًا لحاضر اليمن ومستقبله.
وأكد أن استمرار الصراع تسبب بحرمان ملايين الأطفال من حقهم في التعليم، كما حوّلت المليشيات العديد من المدارس إلى مواقع عسكرية، ما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني والتعليمي.
وفي ختام كلمته، شدد السفير السعدي على ضرورة اتخاذ إجراءات دولية حازمة لوقف هذه الانتهاكات، ومحاسبة المسؤولين عنها، بما يضمن حماية الطفولة في اليمن، والحفاظ على مستقبل الأجيال القادمة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news