إلى أين تسير اليمن ؟ قبائل حضرموت تستعد للإعلان عن تشكيل "جيش حضرمي" بعد تخريج أول دفعة من قوات الحماية

كشفت مصادر مطلعة أن حلف قبائل حضرموت يستعد لتنظيم حفل تخرج عسكري كبير خلال الأيام المقبلة، بمناسبة انتهاء الدورة التدريبية الأولى لأفراد اللواء الأول لقوات حماية حضرموت، في خطوة تُعد الأولى ضمن مشروع واسع لبناء قوة عسكرية محلية قوامها عشرة ألوية.

ويأتي هذا المشروع في إطار رؤية استراتيجية تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في محافظة حضرموت، وتحقيق الاكتفاء الذاتي الأمني والعسكري بعيداً عن التبعية للتشكيلات المسلحة الأخرى المتواجدة في الساحة اليمنية.

وأكدت المصادر أن هذه المبادرة تسير وفق خطة مدروسة لتأسيس قوة نظامية موحدة، تحظى بدعم شعبي واسع من قبائل حضرموت، حيث شهدت الدورة الأولى إقبالًا لافتًا من الشباب وأبناء القبائل الذين أبدوا استعدادهم للمشاركة في حماية أرضهم ومجتمعهم.

ومن المتوقع أن يشهد الحفل، الذي سيُقام في إحدى المناطق الرئيسية بالمحافظة، عرضًا عسكريًا وتكريمًا للمجندين المتخرجين، إضافة إلى توزيع الشهادات العسكرية، والإعلان عن المرحلة القادمة من الخطة، والتي تشمل التدريبات المستمرة وتحديث منظومة التسليح والإمداد اللوجستي.

ويُعد هذا التحرك القبلي جزءًا من رد فعل مباشر على التحديات الأمنية المتزايدة التي واجهتها حضرموت خلال السنوات الأخيرة، خصوصًا في المناطق النائية والحدودية التي كانت عرضة للانفلات الأمني، وارتفاع معدل الجريمة وعمليات التهريب.

ويؤكد مراقبون أن ما يجري في حضرموت يعكس تحولًا نوعيًا في عقلية القبائل من العمل التقليدي إلى التنظيم المؤسساتي، حيث تسعى إلى بناء نموذج مستقل لقوة نظامية ذات مرجعية محلية، في ظل غياب الدولة المركزية وضعف المؤسسات الأمنية الرسمية.

جدير بالذكر أن وجهاء بارزين من قبائل حضرموت لعبوا دورًا رئيسيًا في توحيد الجهود، وقيادة الحوار المجتمعي حول مستقبل المحافظة، حيث شددوا على أن الهدف من تشكيل هذه القوة لا يقتصر على الجوانب الأمنية، بل يتعداه إلى ترسيخ قيم الانضباط والانتماء الوطني في أوساط الشباب.