أكد معالي وزير الإعلام والثقافة والسياحة الأستاذ معمر الإرياني، أن ما تتعرض له المنظمات الإنسانية بمناطق سيطرة المليشيا الحوثية، من تدخلات وفرض عناصر موالية لهم داخل مكاتبها، وتحويل مسار المساعدات لتغذية آلة الحرب التي يديرونها ضد أبناء الشعب اليمني، وصولاً إلى نهب الأصول والمنشآت، وإرهاب الموظفين واحتجازهم وقتلهم في المعتقلات، يجعل من المستحيل على أي منظمة إنسانية أن تعمل باستقلالية أو حياد في مناطق سيطرة الحوثيين، حيث لا قانون ولا أخلاق، بل سلوك عصابة تضع يدها على كل شيء وتستخدم المعاناة الإنسانية ورقة سياسية في لعبة الحرب.
مشيرا في ذات السياق إلى ان هذه الجريمة تعد حلقة جديدة في سجل اعتداءات المليشيات الحوثيةالممنهجة على المنظمات الإنسانية الدولية والمحلية، حيث سجلت أكثر من 95 حالة اقتحام ونهب منذ عام 2015.
وأضاف الوزير الإرياني: " هذه الجريمة النكراء تأتي بعد أن أعلنت المنظمة نهاية مايو الماضي، اضطرارها لإغلاق مكاتبها في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، وإنهاء عقود نحو 400 موظف وموظفة، وحرمان نحو اكثر من 1.2 مليون طفل في المحافظات المتضررة كانوا يستفيدون من برامج المنظمة المباشرة وغير المباشرة، نتيجة للقيود التعسفية والمتزايدة التي تفرضها المليشيا على عمل المنظمات الإنسانية والتي ادت إلى إغلاق عشرات المكاتب الإنسانية وطرد مئات الموظفين اليمنيين، ما حرم آلاف الأسر المحتاجة من الخدمات الصحية والتعليمية والغذائية التي تقدمها تلك المنظمات".
وتابع الوزير الإرياني:" إن ما قامت به مليشيا الحوثي من اعتداءات متكررة على منظمة رعاية الأطفال، ومنها مداهمة مكتبها في محافظة ذمار 2018 ونهب تجهيزاته، واختطاف واحتجاز موظفيها، ومن بينهم الدكتور توفيق المخلافي مسؤول المنح التعليمية منذ يناير 2024، وما تعرض له هشام الحكيمي مسؤول الأمن والعلاقات الحكومية، من اختطاف في سبتمبر 2023 ووفاته تحت التعذيب، كل ذلك يكشف بجلاء الطبيعة الإجرامية للمليشيا التي تمعن في انتهاك حقوق الإنسان والقانون الدولي، بما في ذلك المادتين (55) و(59) من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تلزم بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية وضمان حماية العاملين في المجال الإغاثي".
كما طالب الوزير الإرياني في سياق بيانه، المجتمع الدولي والامم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن، بإدانة هذه الجرائم والانتهاكات الوحشية بشكل واضح وصريح، واتخاذ تدابير حازمة لضمان عدم إفلات مرتكبيها من العقاب، وتصنيف المليشيا الحوثية منظمة إرهابية في بريطانيا وبقية دول الاتحاد الأوروبي.
واختتم وزير الإعلام معمر الإرياني بيانه، مقدما دعوة للمنظمات الدولية الواقعة مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، قائلا: "كما نجدد دعوة ما تبقى من المنظمات الدولية في مناطق سيطرة المليشيا إلى نقل مقراتها إلى العاصمة المؤقتة عدن، والعمل بالشراكة مع السلطات الشرعية المعترف بها دولياً، بما يضمن استقلال القرار الإنساني، ويعيد ثقة المستفيدين، ويمنع استمرار الانتهاكات التي حولت العمل الإنساني إلى رهينة بيد جماعة أرهابية خارجة عن القانون".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news