لَيلٌ وصَنعاء

     
بيس هورايزونس             عدد المشاهدات : 38 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
لَيلٌ وصَنعاء

الجُمعَةُ الآنَ بين السَّبتِ والأَحَدِ

والمُصحَفُ الآنَ تُلمُودٌ بلا سَنَدِ

والمِلَّةُ الآنَ آبارٌ وأَرصِدةٌ

والعالَمُ الآنَ سُوقٌ دُون مُعتَقَدِ

والأُمَّةُ الآنَ مِليارَانِ، دُونَ أَبٍ

والواحِدُ الآنَ آحَادٌ بِلا أَحَدِ

والرِّحلَةُ الآنَ مِن لَامٍ إِلى أَلِفٍ

والوِجهَةُ الآنَ: لا تَذهَبْ، ولا تَعُدِ

والوَاقِعُ الآنَ حُـرٌّ في تَرَدُّدِهِ

بَين الوُقُوعِ وبين العَيشِ في نَكَدِ

والمُنقِذُ الآنَ ذِئبٌ، رَأسُهُ حَجَرٌ،

تَباعَدِي يا هُمُومِي خَشيَةَ الحَسَدِ

والطَّلقَةُ الآنَ في رَأسِ الفَرَاغِ.. فَمَن

مِن الفَرَاغِ سَيَحمِي جُثَّةَ الأَبدِ؟!

والغُربَةُ الآنَ في صَنعاءَ خانِقَةٌ

يا لَيتَ صَنعاءَ لَم تُولَد، ولَم تَلِدِ

أَو ليتَ عقدين من عمري أَضَعتُهُما

بها، يعودان بي طِفلًا إلى الجَنَدِ

سَيَسألُ اللهُ صَنعَا عِندَ مَحشَرِها

عَنِ اغتِرابِي، وعَن شَعبي، وعن بَلدي

ويَسأَلُ اللهُ صَنعا كَيفَ طابَ لها

رُقَادُها في زَمانِ العُكفَةِ الجُدُدِ

*****

ها يا أَحِبَّةَ قَلبي.. ما أَقُولُ لَكُم؟!

صَنعاءُ واللَّيلُ مِسمارَانِ في كَبِدِي

دَخَلتُ صَنعاءَ طِفلًا.. لا حُدُودَ لِمَا

يُريدُهُ مِن لَذِيذِ العَيشِ والرَّغَدِ

فَتًـى بِعَينَيهِ يَفدِي حُلمَ مَوطِنِهِ

وبَين جَنبَيهِ فَجرٌ يَانِعٌ ونَدِي

أُنَمِّقُ الحُزنَ مَفتُونًا بِهِ وبِها

كَمَا تُنَمِّقُ أُمٌّ بَهجَةَ الوَلَدِ

وأَدفَعُ اللَّيلَ عَنها، وهي تَدفَعُنِي

بِرَأسِها، وتُداوي الهَمَّ بِالكَمَدِ

كَم شَوَّطَت في ضُلُوعِي غَيرَ خائفةٍ

وكَم تَعَثَّرتُ فيها غَيرَ مُستَنِدِ

كان النَّهارُ ظِلالي.. ثُمَّ ها أَنَذَا

أَمشِي مع الليلِ في صَنعا يَدًا بِيَدِ

يَمُرُّ بي مُستَرِيبًا فِي أَزِقَّتِها

مُرُورَ لِصٍّ ضَريرٍ شارِدِ الخَلَدِ

وحَارَةً حارَةً يَجتازُ بِي.. وأَنا

أَقُولُ لِلحَظِّ: إِن لَم تَأتِنِي فَعِدِ

عشرونَ عامًا وصَنعا ما تَزَالُ بِلا

حُلمٍ تُطِلُّ، وتَرمِي كُلَّ مُجتَهِدِ

أَمرِي إِلى اللهِ.. كَم وَاسَيتُ غُربَتَها

وكم بَطَشتُ بِنَفسِي بَطشَةَ الأَسَدِ

في (بَيتِ بَوْسٍ) وفي (قاعِ اليَهُودِ) وفي

(بَابِ السَّبَاحِ) اغترابي فَتَّ في عَضُدِي

صَنعاءُ واللَّيلُ في رُوحِي إِذا اجتَمَعا

تَسَلَّقَ الحُزنُ وَجهِي وهو لَم يَكَدِ!

لَيلٌ.. وصَنعاءُ أَقمارٌ مُعَطَّلَةٌ

على الرَّصِيفِ.. وأَمسٌ عالِقٌ بِغَدِ

لَيلٌ.. وصَنعاءُ تَبدُو في الظَّلامِ كما

لَو أَنَّها بَيتُ جِنٍّ ضاقَ بِالعَدَدِ

لَيلٌ وصَنعاءُ في صَنعاءَ تَبحَثُ عَن

مسافَةِ الصِّفرِ بَين الجَمرِ والبَرَدِ

لَيلٌ وصَنعاءُ تَدعُو بِاسمِ خانِقِها

لَيلٌ وصَنعاءُ تَتلُو سُورَةَ المَسَدِ

يا بِنتَ سامَ بنِ نُوحٍ إِنني بَشَرٌ

مِمَّن سَكَنتِ.. وبَحرٌ مِنكِ لَم يَصِدِ

وأَنتِ ما زِلتِ أُنثَى غَيرَ عاشِقَةٍ

عَقِيدةُ الحُبِّ فيها عُقدَةُ العُقَدِ

تَبِيتُ والجُوعُ فيها فاغِرًا فَمَهُ

تُحَدِّثُ الناسَ عن بَدرٍ، وعن أُحُدِ

ما أَضْيَعَ العُمرَ في هذي البِلادِ.. وما

أَمَرَّ ما ذاقَ مِنها كُلُّ مُبتَعِدِ

ما لِاتّجاهاتِ قَلبي دُونَ أَشرِعَةٍ

وما لهُ النَّبضُ عَزفٌ غَيرُ مُنفَرِدِ!

في دَاخِلِي مُذ دَخَلتُ البَحرَ مُنتَشِيًا

كَأسٌ مِن المِلحِ.. لَم يَنقص، ولَم يَزِدِ

صَارَت تُحَدِّثُ نَفسِي نَفسَها.. وأَنا

أُحَدِّثُ الجُوعَ عن شَعبٍ بلا مَدَدِ

صارَت تُكَذِبُ نَفسِي نَفسَها.. وأَنا

بِالعَيشِ والمِلحِ أَدعُو “نُقطَةَ العَنَدِ”

صارَت تُمَزِّقُ نَفسِي نَفسَها.. وأَنا

أَقُولُ لِلحُزنِ: فَرِّقْ شَملَنا تَسُدِ

قد كنتُ أُدرِكُ مَعنى أن أكونَ معي

لا أَن أَكُونَ وَحِيدًا غَيرَ مُتَّحِدِ

يا فَاقِدِ الشَّيءِ كَذِّب مَن تَشاءُ.. ولا

تَسأَل عَن الفَقدِ إِلَّا قَلبَ مُفتَقِدِ

لا بُدَّ مِن قَولِ شَيءٍ لِلفَرَاغِ فقد

وَجَدتُ لِي فِيهِ مَأوًى دائِمَ الأَمَدِ

والسَّاعَةُ الآنَ صِفرٌ واحِدٌ.. ولَقَد

بَدَأتُ أَشعُرُ أَنِّي لَستُ في جَسَدِي


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تدخل تركي عاجل في اليمن (تفاصيل)

جهينة يمن | 598 قراءة 

عاجل : جماعة الحوثي تتلقى ضربة مباغتة وموجعة في مأرب "تفاصيل أولية"

جهينة يمن | 408 قراءة 

عندما اتفقا على المواعدة وصعدا إلى الغرفة كانت المفاجأة...محامٍ إماراتي يروي قصة تعرُّف رجل ثري على امرأة داخل فندق

جهينة يمن | 348 قراءة 

الانفصال طُوي للأبد.. إعلامي مقرّب من الانتقالي يكشف الأبعاد الخفية للمرحلة القادمة

المرصد برس | 327 قراءة 

شاهد ظهور رجل الكهف في عدن

جهينة يمن | 281 قراءة 

قوات أمن العاصمة عدن تعثر على جثامين جنود في منزل قيادي إرهابي...

جهينة يمن | 278 قراءة 

وفاة ابرز نشطاء الحراك الجنوبي في عدن

جهينة يمن | 261 قراءة 

لهذه الأسباب فشلت القوى الوطنية في تحرير اليمن من المشروع الحوثي الفارسي

المنتصف نت | 252 قراءة 

الفلكي اليمني يعلن نهاية القيظ.. و”نفخة الثور” تدق أبواب الأجواء اليمنية!

جهينة يمن | 211 قراءة 

صدمة ...القضاء الأمريكي يُدين طرفًا جديدًا في شبكة دعم الحوثي "تفاصيل"

جهينة يمن | 207 قراءة