في ستينات عدن، وتحديدًا في قلب كريتر، كانت "الفزرة" مش فوضى، ولا التاكسي لعب عيال.
الموقف قدّام محلات عبدالقوي، والسواقين لابسين بدل كاكي، قدّام كل واحد تاكسي هِلمن أو أوستن، والريس ماسك دفتر الدور كأنه ناظر محطة قطارات بريطاني.
تركب التاكسي تقول له: "المعلا بـ شلن"، يرد عليك السواق: "ولا فِلس زيادة، القانون قانون".
وإذا غلط سواق وتخطى دوره؟ صفّره الريس بصافرة نحاسية طلّعها من جيبه وكأنه شرطي سير، وصرخ: "ارجع آخرك يا خِل!"
الناس تنتظر بأدب، ما فيش زحمة ولا صياح، وكل حاجة تمشي بنظام كأنك في لندن مش عدن.
واليوم؟ لا فزرة ولا دفتر ولا ريس.. بس بقيت الذكرى تلوّح من آخر الشارع، تبتسم وتقول:"كانت عدن تنتظم على صوت صفارة، مش على زامور فوضى."
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news