مسعود عمشوش
صلة الرحم مبدأ أخلاقي مهم، وقد جعلها ديننا الإسلامي الحنيف واجبا أساسيا، حينما حثّ على عدم القطيعة بين الأهل والأقارب، وعلى زيارتهم والتواصل معهم بانتظام. وقد قال تعالى: "وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا".
والملاحظ اليوم أن أجهزة التلفون ووسائل التواصل الاجتماعي، كالفيسبوك والانستجرام والواتس والماسنجر، قد ساعدت على الاتصال الكتابي والكلامي غير المباشر بين الأرحام والناس كافة. لكنها بالمقابل حدّت كثيرا من الاتصال المباشر والفعلي بين الأرحام، وقلصت الزيارات بين الأهل والأقارب والأصدقاء. فاليوم لم تعد صلة الرحم كما كانت في زمن الأجداد والآباء والأمهات الذين كانوا يهتمون كثيرا بالعلاقات العائلية والترابط الأسرى؛ فقبل ثلاثة عقود أو أقل كانت العائلة أو الأسرة تجتمع بانتظام فى بيت الوالد والوالدة يوميًا أو أسبوعيًا لمعرفة أحوال أفرادها الذين يحرصون على تناول الطعام معا. وعندما يمرض أو يتعب أحد أفراد العائلة يسأل عليه الأقارب يوميًا ويزورونه للاطمئنان عليه، ويتواصلون معه فى الفرح والحزن.
ولم تقتصر صلة الرحم على تبادل الزيارات وإنما كانت تتم كذلك بالخطابات. أما اليوم في زمن التليفونات المحمولة والواتس أب والفيس بوك فقد تغيّرت العادات وأصبحت الزيارات نادرة وزاد من صعوبتها تباعد المسافات وغلاء أجرة وسائل النقل والبترول. فأصبح الولد يكتفي بالاتصال بأبيه وأمه تليفونيا فى الأعياد ومختلف المناسبات. وربما يحدث هناك نوع من الإهمال فى السؤال عن الوالدين، حتى بوسائل التواصل المختلفة التي أصبحت في معظم الأحيان بديلة عن الزيارات.
ولاشك أن الحياة الماضية كانت ألذ وأجمل وتتسم بالبساطة والحب والمعاملة الحسنة والاحترام المتبادل وتبادل اللقاءات والتهاني فى المناسبات والأفراح والأتراح. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحب أن يبسط له في رزقه، وينسأ له في أثره، فليصل رحمه".
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news