أول أيام العيد في اليمن.. فرحة غائبة وسط أزمة اقتصادية خانقة
في الوقت الذي يحتفل فيه العالم الإسلامي بأول أيام عيد الأضحى المبارك، يعيش اليمنيون عيدًا آخرًا أثقلته المعاناة وتغلفه مشاعر العجز والانكسار، نتيجة انهيار اقتصادي غير مسبوق وتدهور معيشي حاد، جعل من فرحة العيد رفاهية لا يملكها معظم المواطنين
.
في صنعاء وعدن وتعز ومدن أخرى، بدت الشوارع والأسواق شبه خالية، فيما خيّم الوجوم على وجوه الناس بدلًا من بهجة العيد المعتادة.
أسعار الأضاحي ، لا تزال بعيدة عن متناول الغالبية، التي تكافح لتأمين أبسط متطلبات المعيشة من غذاء ودواء.
لا يزال ملايين الموظفين في القطاع العام دون رواتب منتظمة، لا سيما في مناطق سيطرة عصابة الحوثي، حيث تكتفي حكومة صنعاء الخاضعة لسيطرة عصابة الحوثي بصرف نصف راتب ، لا يفي بأبسط التزامات الأسرة. أما في مناطق سيطرة الحكومة الشرعية، فلم تُصرف رواتب شهر مايو حتى الآن بسبب شح السيولة، وسط استياء شعبي متزايد.
يقول عبد الكريم، موظف حكومي من صنعاء:
"العيد يمر كغيره من الأيام، لا ملابس جديدة للأطفال، ولا لحوم على المائدة.. بالكاد نوفر الخبز."
وفي محافظة تعز، رصدت "المنتصف" في جولة ميدانية سريعة خلو عدد من الحدائق العامة من الزوار، في مشهد يعكس حجم الضائقة التي تمنع العائلات من الترفيه عن أطفالها.
يقول أحد المواطنين:
"نحمل أطفالنا إلى الحدائق فقط لنغير الجو، لكن حتى ذلك أصبح مكلفًا. الماء والكهرباء مفقودان، والوضع لا يطاق."
تتزامن هذه الظروف مع أزمة خدمات شاملة، خصوصا ازمة المياه الخانقة التي تشهدها محافظة تعز ولجوء المواطنين الى جلب المياه عبر وايتات المياه بأسعار باهظة، تصل الى 100 الف ريال.
ورغم محاولات الحفاظ على الطقوس الدينية والاجتماعية، تبقى فرحة العيد غائبة عن معظم البيوت، وسط استمرار الحرب والانقسام السياسي الذي فاقم من معاناة اليمنيين.
وبحسب الأمم المتحدة، فإن أكثر من 80% من سكان اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية عالميًا، دون أي أفق حقيقي لحل سياسي ينقذ ما تبقى من الأمل.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news