و
في مشهد أثار جدلاً واسعاً، نظّمت قوات "درع الوطن" عرضًا عسكريًا موسّعًا في محافظة المهرة مطلع الأسبوع الجاري، بمناسبة تخرّج دفعة جديدة من مجنديها، وسط غياب تام لأي حضور للعلم اليمني أو رموز السيادة الوطنية.
العرض الذي أُقيم في مديرية قشن بحضور ضباط سعوديين وقيادات دينية سلفية، بدا وكأنه رسالة سياسية أكثر منه مناسبة عسكرية، خاصة في ظل غياب أي تمثيل رسمي من الحكومة اليمنية، سواء من الجهات المدنية أو العسكرية.
وعلى وقع شعارات "درع الوطن"، استعرض مئات المجندين بزاتهم الموحدة وعرباتهم المدرعة، من دون أن تُرفع أي راية تمثل الجمهورية اليمنية، الأمر الذي فُسّر على أنه تهميش متعمّد للهوية الوطنية، وتعزيز لخطاب الانفصال المؤسسي.
تقدّم المنصة الشيخ السلفي عبد الله بن سديف الجدحي، قائد تشكيل "درع الوطن" في المهرة، مرتديًا الزي الديني، إلى جانب ضباط سعوديين وشخصيات محلية، في مشهد أعاد إلى الأذهان تصاعد النفوذ السعودي في شرق اليمن، في ظل فراغ رسمي يمني واضح.
وتأتي هذه الخطوة ضمن تمدد تدريجي لقوات "درع الوطن"، التي تأسست في 2023 بقرار رئاسي كقوة احتياطية، لكنها عمليًا لا تتبع وزارة الدفاع، وتتلقى دعمًا مباشرًا من الرياض، بقيادة العميد بشير المضربي المحسوب على التيار السلفي.
ويثير غياب العلم الوطني اليمني عن هذا العرض تساؤلات حقيقية حول مدى ارتباط هذه القوات بالدولة اليمنية، وهل تحوّلت "درع الوطن" من ذراع عسكرية احتياطية إلى واجهة لقوة إقليمية على الأرض اليمنية؟
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news