يحل عيد الأضحى المبارك على اليمنيين يوم غد الجمعة، وسط ظروف معيشية في غاية الصعوبة، مع قطاع صحي منهار في بلد يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والاقتصادية بالعالم.
ويعاني ملايين اليمنيين من الجوع، وفقا لتقارير أممية، وهو ما قد يعني أنهم يواجهون صعوبات يومية في توفير الوجبات الأساسية أو التقليل منها وربما الحرمان منها أحيانا.
ومن بين أكثر من ثلاثين مليون يمني هناك نحو عشرين مليون شخص بحاجة إلى مساعدات عاجلة، ما يجعل الاستعداد لعيد الأضحى صعبا ويحمل الكثير من التحديات.
استقبال العيد باحتجاجات
في ظل هذه الأوضاع القاسية سيتم استقبال عيد الأضحى المبارك باحتجاجات تنديدا باستمرار انهيار العملة والوضع المعيشي.
ودعت "ثورة النسوان" إلى وقفات احتجاجية في مدينة عدن صباح يوم عيد الأضحى المبارك، تنديداً باستمرار تدهور الخدمات الأساسية، وغياب الجهات المعنية عن القيام بواجباتها.
وشددت الدعوات على أن ما يعيشه سكان عدن من معاناة مستمرة في مختلف المجالات، وانعكاس غياب الخدمات الضرورية على حياة المواطنين.
وجاء في الدعوة: "إلى كل النسوان في عدن.. إلى من حملن الوجع بصمت، وواجهن الانهيار بصبر، نقولها اليوم بصوتٍ واحد: آن أوان الغضب، وآن أوان الصمت أن يفسح الطريق لوقفة تهزّ كيان العجز المتعمد، والفساد الممنهج، والتواطؤ الوقح".
وحدّدت الدعوة ملعب الحبيشي في كريتر عدن مكاناً للوقفة عقب صلاة عيد الأضحى المبارك، للتأكيد على حق المواطنين في المياه والكهرباء والمرتبات والصحة والتعليم.
وتابعت: وجود الرئاسة والحكومة في عدن لن يمر مرور الكرام، وصوت المرأة لن يُقصى أو يُحتوى.. مطالبنا واضحة: خدمات تحفظ الكرامة، لا أكثر ولا أقل.
تهديد البقاء على قيد الحياة
مع استمرار تدهور الوضع الشامل في البلاد، بات البقاء على الحياة مهددا بالنسبة للعديد من اليمنيين الذين يعيشون الفقر والبطالة.
وقبل نحو أسبوعين، قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة"اليونيسف"، إن ملايين اليمنيين لم يعودوا يتلقون المساعدات الإنسانية.
وأوضحت في حسابها على منصة إكس أن تقليصات التمويل تعني أن ملايين اليمنيين لم يعودوا يتلقون المساعدات الإنسانية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة.
ودعت العالم إلى أن يتحرك الآن لاستعادة التمويل ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.
ملايين محرومون من الصحة
في ظل الاحتفاء بعيد الأضحى، يعد اليمن من أفقر بلدان العالم من حيث توفر الرعاية الصحية، حيث يعاني نحو عشرين مليون شخص من صعوبات في الوصول إلى المرافق الطبية، بحسب منظمة الصحة العالمية.
ومؤخرا، حذر صندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA) من تداعيات كارثية على النظام الصحي في اليمن بسبب النقص الحاد في التمويل.
وقال الصندوق في بيان إنه مع استمرار الصراع وتدهور الأوضاع الاقتصادية، فإن خفض الدعم المالي يهدد بحرمان ملايين اليمنيين من الرعاية الصحية الأساسية التي تعتمد عليها حياتهم.
ويشير الصندوق إلى أن الأزمة الحالية تعرض 6.9 مليون شخص لخطر فقدان الرعاية الصحية الأساسية، مما يتركهم عرضة للأمراض والأوبئة التي يمكن الوقاية منها وعلاجها.
وأضاف أن 2.7 مليون امرأة وفتاة قد يفتقرن إلى خدمات صحة الأمومة الأساسية، بما في ذلك الرعاية قبل الولادة، والمساعدة في الولادة الآمنة، ورعاية ما بعد الولادة. هذا النقص الحاد سيزيد من معدلات وفيات الأمهات والمواليد في بلد يعاني بالفعل من واحدة من أعلى المعدلات في المنطقة.
وذكر أن 921,100 امرأة وفتاة يواجهن خطرًا متزايدًا للعنف القائم على النوع الاجتماعي، في ظل غياب خدمات الحماية والدعم التي توفرها المرافق الصحية.
ولفت إلى أن 771 مرفقاً صحياً معرضاً لخطر الإغلاق الوشيك، مما يعني فقدان نقاط الرعاية الوحيدة للكثير من المجتمعات المحرومة، وتفاقم الضغط على المرافق المتبقية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news