عدن – في الوقت الذي يستعد فيه أطفال العالم لاستقبال عيد الأضحى بملابس جديدة وابتسامات عريضة، يعيش أطفال كُثر في مدينة عدن واقعًا مغايرًا، حيث أصبحت كسوة العيد ترفًا لا تقدر عليه آلاف الأسر التي أثقلتها الظروف الاقتصادية الصعبة، ودفعتها موجات الغلاء إلى تقديم الضروريات على فرحة العيد.
ففي الأسواق، ترتفع أسعار الملابس الجديدة بشكل لافت، بالتزامن مع انهيار العملة المحلية وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين، ما جعل كثيرًا من الآباء والأمهات يقفون عاجزين أمام أعين أطفالهم التي تترقب لحظة اختيار “ثوب العيد”.
في جولة سريعة بأحد أسواق الملابس في مديرية الشيخ عثمان، يعلق أحد الآباء قائلًا:
“كنت أشتري لأولادي ثلاثة أطقم جديدة قبل كل عيد، واليوم لا أستطيع شراء طقم واحد لابني الأكبر.”
أما أم عبدالله، وهي أرملة تعول خمسة أطفال، فقالت بحزن: “أخجل من أطفالي عندما يسألوني عن ملابس العيد، لكن ما باليد حيلة. الأولوية للطعام والدواء.”
تكتظ الأسواق بالزوار في الأيام الأخيرة من شهر ذي القعدة، إلا أن حركة الشراء ضعيفة، فمعظم المتسوقين يتنقلون بين المحلات للمقارنة أو التسلية لا الشراء. ويؤكد تجار أن الوضع الاقتصادي هذا العام هو الأسوأ، وأن كثيرًا من الزبائن يعودون أدراجهم فارغي الأيدي بعد صدمة الأسعار.
رغم تصاعد الحاجة، لم تُسجل حتى اللحظة حملات كبيرة لتوزيع كسوة العيد على المحتاجين، كما أن المنظمات والجمعيات الخيرية تبدو شبه غائبة عن المشهد. ويصف مراقبون هذا الغياب بأنه “خذلان إنساني” يتناقض مع روح التكافل التي يُفترض أن تسود في مواسم الأعياد.
في ظل هذا الوضع، يطالب ناشطون مجتمعيون ومحامون وشخصيات اجتماعية بضرورة التحرك العاجل لإطلاق حملات “كسوة العيد” وتوفير ملابس جديدة للأطفال الفقراء في عدن، حتى لا يُحرموا من لحظة فرح ينتظرونها طوال العام.
ويؤكدون أن إدخال السرور إلى قلوب الأطفال لا يحتاج إلى ميزانيات ضخمة، بل إلى إرادة حقيقية وإحساس بالمسؤولية المجتمعية.
لمتابعة آخر الأخبار والمستجدات زُوروا قناتنا على التلجرام عبر الرابط:
شارك هذا الموضوع:
فيس بوك
X
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news