شبوة – في وقتٍ كان يُنتظر فيه عيد الأضحى ليكون مناسبةً للفرح والتكافل والتقرب إلى الله، أصبحت الأضحية – التي تُعد من أعظم شعائر الإسلام – حلمًا بعيد المنال لكثير من الأسر اليمنية، خاصة في محافظة شبوة، التي تواجه أزمة معيشية خانقة نتيجة تصاعد الأسعار وتدهور الأوضاع الاقتصادية.
خلال السنوات الماضية، كان الناس يستعدون لشراء الأضاحي مبكرًا، في جوٍ من البهجة والروحانية، لكن اليوم، تحوّل الحديث إلى التمنّي، وأصبح السؤال الأكثر تداولًا بين البسطاء: “هل سنستطيع أن نضحي هذا العام؟”
الأسعار تلامس السماء والدخل يتآكل
ارتفعت أسعار المواشي بشكل غير مسبوق، حيث تجاوز سعر الأضحية الواحدة – في بعض المناطق – حاجز الـ 400 ألف ريال يمني، بينما دخل غالبية الأسر لا يكاد يغطي أساسيات الحياة اليومية من غذاء وماء ودواء.
وأمام هذا الواقع، يجد المواطن البسيط نفسه عاجزًا عن تأمين متطلبات العيد، وسط غياب تام للرقابة على الأسواق، وغياب واضح للجهات المعنية في ضبط الأسعار أو توفير البدائل المناسبة.
حسرة في قلوب الفقراء
تحوّلت الأضحية من طقس ديني عظيم إلى مصدر للغصة في صدور العائلات الفقيرة. يقول المواطن أحمد صالح – أحد سكان عتق – “لم أذق طعم الأضحية منذ ثلاث سنوات، وكل عام أقول لعل الله يفرّجها، لكن الوضع يزداد سوءًا”.
ويضيف آخر: “الأضحية صارت ترفًا في زمن الغلاء، بينما يتجاهل المسؤولون معاناة الناس، فلا دعم، ولا رقابة، ولا مبادرات خيرية حقيقية تساعد المحتاجين.”
غياب التكافل المجتمعي
رغم الحث الديني المستمر على التراحم والتكافل، تراجعت المبادرات الفردية والجماعية لمساعدة الفقراء في تأمين الأضاحي أو توزيع اللحوم. ويرى مراقبون أن غياب الحملات الخيرية الموسمية ساهم في مضاعفة المعاناة، خاصة في ظل عجز الجهات الرسمية عن تقديم حلول اقتصادية أو مساعدات ملموسة.
دعوات لتحرك عاجل
يطالب ناشطون وجهات مدنية بضرورة التحرك الفوري لإطلاق مبادرات أهلية وتنسيق جهود الإغاثة، من خلال جمع التبرعات وشراء أضاحٍ جماعية توزع على الأسر الأكثر فقرًا، كي لا يتحوّل العيد إلى ذكرى مؤلمة جديدة في سجلّ المعاناة اليومية.
لمتابعة آخر الأخبار والمستجدات زُوروا قناتنا على التلجرام عبر الرابط:
شارك هذا الموضوع:
فيس بوك
X
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news