استطلاع خاص أعده لـ”يمن ديلي نيوز” إسحاق الحميري:
شكا عاملون في جلب المواشي بسوق الغنم في محافظة مأرب (شمال شرقي اليمن) من ضعف في الاقبال على شراء الأضاحي هذا العام مقارنة بما كان عليه سوق الأضاحي في الأعوام الماضية.
وفق عاملين في جلب الأضاحي فإن أسعار المواشي المخصصة للأضحية شهدت ارتفاعاً كبيراً، نظراً لتراجع سعر الريال أمام العملات الأجنبية ونشاط تهريب المواشي إلى خارج البلاد خاصة عبر سلطنة عمان.
وبحسب تجار جلب الأضاحي الذين تحدثوا لـ “يمن ديلي نيوز”: تباع أسعار الماعز (ظان – غنم) مابين 300 إلى 500 ألف، في حين تباع أسعار البقر من مليون إلى قرابة 2 مليون ريال، وهي أسعار ليس بمقدور العامة شرائها.
غلاء فاحش
البداية مع التاجر “حسين علي”، قال إن حركة البيع والشراء هذا العام أقل بكثير من المعتاد، مشيرًا إلى أن “الإقبال لا يزال ضعيفًا رغم دخولنا سادس أيام شهر ذي الحجة”.
وأضاف لـ”يمن ديلي نيوز” أن بعض المواطنين قد يؤجلون شراء الأضاحي إلى يوم عرفة، إلا أن “الأسعار المرتفعة وتدهور العملة المحلية ساهما في تراجع القدرة الشرائية”.
وأشار إلى أن تهريب المواشي اليمنية إلى الخارج، خصوصًا إلى سلطنة عُمان، تسبب في نقص المعروض داخل الأسواق المحلية، وهو ما فاقم من الأزمة.
من جانبه، أوضح التاجر منصور عبادي أن السوق يعاني من “ركود غير مسبوق”، مرجعًا ذلك إلى الارتفاع الكبير في أسعار الأضاحي، والذي لا يتناسب مع الأوضاع الاقتصادية المتردية التي يعيشها المواطن اليمني.
وقال عبادي: “الغلاء الفاحش هو السبب الرئيسي في ضعف حركة السوق، فالمواطن بات عاجزًا عن شراء الأضحية”.
وفي حديثه لـ”يمن ديلي نيوز”، أوضح غيلان الكناني، أحد باعة المواشي، أن الحركة التجارية في السوق هذا العام ضعيفة جدًا مقارنة بالعام الماضي.
وقال: “في السنوات الماضية، كان الإقبال يبدأ قبل دخول العشر من ذي الحجة، أما الآن فنحن في السادس من الشهر، وما زال السوق شبه خالٍ من المشترين”.
وأرجع الكناني أسباب هذا التراجع إلى ارتفاع أسعار المواشي، وقلة المعروض منها، إلى جانب الأزمة الاقتصادية وتدهور قيمة العملة المحلية، مشيرًا إلى أن “معظم المشترين حتى الآن هم من التجار أو المغتربين فقط”.
أعباء متراكمة
أما محمد حزام أفاد بأن الإقبال على شراء الأضاحي هذا العام ضعيف جدًا مقارنة بالأعوام السابقة، ولم يصل حتى إلى ثلث ما كان عليه، مشيرًا إلى أن العام الماضي شهد إقبالًا أكبر بكثير.
وعزا حزام هذا التراجع إلى ارتفاع أسعار المواشي، ونقص السيولة المالية لدى المواطنين، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاحتياجات الأخرى المرتبطة بعيد الأضحى، مثل الملابس وغيرها.
وفي السياق عادل عبدالله، فقال إن الإقبال على شراء الأضاحي هذا العام، وإن كان ضعيفًا مقارنة بالعام الماضي، إلا أنه يُعتبر مقبولًا نوعًا ما بالنظر إلى الارتفاع الكبير في أسعار المواشي، وتدهور العملة، والأوضاع الاقتصادية الصعبة.
ولفت إلى أن التزامات أخرى مثل ملابس الأطفال وغيرها من الاحتياجات، إضافة إلى وجود حالات نزوح، كانت من الأسباب الرئيسية وراء ضعف الإقبال على شراء الأضاحي هذا العام.
غياب الرواتب وتبدل الأولويات
فيما أوضح عبدالوهاب حمود أن الإقبال على شراء الأضاحي انخفض بشكل كبير، بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار، وانعدام رواتب الموظفين، وتراجع فرص العمل، إلى جانب الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها المواطنون.
وأكد حمود أن هذه العوامل مجتمعة أسهمت في ضعف حركة البيع والشراء داخل السوق.
وأشار أحمد الحمودي إلى أن الفرق في الإقبال هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية “كبير وواضح”.
وقال: “لا يوجد إقبال يُذكر، وإن وُجد فهو بسيط جدًا، نتيجة لتدهور الوضع الاقتصادي وارتفاع الأسعار، إضافة إلى انخفاض قيمة العملة الوطنية وقلة فرص العمل”.
وأضاف أن بعض المواطنين لجأوا إلى تربية المواشي في منازلهم منذ فترة، حين كانت أسعارها أقل بكثير، وذلك تجنبًا لتكاليف الشراء المرتفعة قبيل العيد، معتبرًا هذه الظاهرة من الأسباب الإضافية لانخفاض الإقبال على السوق في الوقت الراهن.
وفي الختام أكد التاجر صالح العبيدي، أن الإقبال على سوق المواشي هذا العام شهد تراجعًا ملحوظًا مقارنة بالأعوام السابقة.
ونوّه إلى أن هذا التراجع يعود إلى أسباب متعددة، أبرزها تدهور قيمة العملة المحلية، وتردي الأوضاع الاقتصادية، إلى جانب النزوح الذي طال عددًا من العائلات.
وأشار العبيدي إلى وجود سبب إضافي أسهم في ضعف الإقبال، وهو الدور المتزايد الذي تلعبه الجمعيات الخيرية والمنظمات في توفير اللحوم لبعض الأسر، ما غيّب مفهوم الأضحية بمعناها الديني والشروط المرتبطة بها، واقتصر الأمر لدى البعض على الحصول على كمية بسيطة من اللحم فقط.
وأضاف أن الظروف الاقتصادية دفعت العديد من المواطنين إلى تأجيل مظاهر الاحتفال بالعيد، واستبدال الأضاحي بالدجاج، نظرًا لانخفاض تكلفته وسهولة توفيره، ما يعكس التحديات التي تواجهها العائلات في ظل الأوضاع الراهنة.
مرتبط
الوسوم
أضاحي العيد
اليمن
عيد الأضحى
نسخ الرابط
تم نسخ الرابط
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news