قبل ثلاث سنوات، دخل الشاب اليمني خالد الأراضي المصرية قادمًا من المملكة العربية السعودية برفقة والدته، بعد أن أجبرته الظروف الصعبة والأوراق غير النظامية على مغادرة المملكة.
لم تكن الرحلة سهلة، فقد ترك خلفه طفولة بائسة لم يعرف فيها دفء العائلة ولا طمأنينة الاستقرار، خاصة بعد أن أنكر والده تبنيه، لتبدأ بذلك رحلة شاقة مليئة بالقسوة والتحديات.
نشأ خالد في بيئة لا ترحم، وُصم باليُتم والتشرد، وتعرض لأبشع أنواع التنمر والإهانة، حتى كاد يفقد الأمل. لكنه لم يكن وحيدًا؛ والدته كانت السند الأول والوحيد له، رفيقة دربه وملاذه الآمن، فكانت له الأم والأب والداعم في وقتٍ عزّ فيه الدعم.
ورغم كل الصعوبات، لمع نجم خالد على نحو غير متوقع، عندما عُرف في الأوساط الرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي بعبارته الشهيرة «يا نهار أسود وملوّن»، والتي أطلقها خلال لحظة حصوله على الإقامة المصرية قبل نحو عام، بعد طول انتظار وصراع مع الأوراق الرسمية.
من هذه اللحظة، بدأت حياة خالد تأخذ منحى آخر. لم يستسلم للتنمر أو السخرية، بل اتخذ من تجربته القاسية دافعًا ليعيد تشكيل واقعه. ومع مرور الوقت، تحول الشاب المشرد إلى نموذج للشباب المكافح، ليُفاجئ الجميع بافتتاح أول مشروع تجاري له في قلب العاصمة المصرية، وتحديدًا بالقرب من جامعة الدول العربية.
"كيو برجر"، اسم المطعم الفخم الذي أطلقه خالد، بات اليوم محط أنظار الزوار ومحبي المأكولات السريعة الراقية، ليس فقط بفضل جودة الطعام وتنظيم المكان، بل لما تحمله قصة صاحبه من معانٍ إنسانية ملهمة. ويأمل خالد في توسيع مشروعه وافتتاح عدة فروع في مختلف أنحاء مصر، واضعًا نُصب عينيه رسالة: "لا شيء مستحيل بالإرادة والإصرار".
تجربة خالد تبرهن أن النجاح لا يُقاس بالبدايات الصعبة، بل بالقدرة على النهوض رغم العثرات. وها هو اليوم يرد على من سخروا منه ذات يوم، لا بالكلمات، بل بالإنجازات.
النجاح لم يأتِ إليه مجبرًا، بل أقبل عليه طواعية حين تمسك بالأمل، فيما ظن كثيرون أن لا أمل يُرجى. لنكتشف أن العيب لم يكن فيه، بل في أحكامنا السطحية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news