طالب مجلس أبناء عدن، في بيان رسمي، بضرورة منح مدينة عدن حق الحكم الذاتي الإداري والاقتصادي، بهدف تمكين أبنائها من إدارة شؤون المدينة بصورة مستقلة عن المركز، والعمل على تحسين مستوى الخدمات وإعادة بناء المؤسسات وفق آلية شفافة تضمن مشاركة الكفاءات المحلية.
وأكد المجلس في بيانه أن هذه الدعوة جاءت نتيجة التدهور المتواصل في الأوضاع الخدمية والمعيشية في المدينة، وما وصفه بـ”غياب الإرادة الجادة” لدى السلطات المركزية لمعالجة ملفات الكهرباء، والمياه، والنقل، والنفايات، والأمن، والمرتبات، وغيرها من الملفات الأساسية التي تمس حياة المواطن بشكل مباشر.
رؤية المجلس: استقلالية إدارية لضمان التنمية
وأوضح المجلس أن الحكم الذاتي الذي يطالب به لا يعني الانفصال أو تقويض مؤسسات الدولة، بل هو خطوة إدارية تهدف إلى نقل صلاحيات إدارة الشأن المحلي إلى أبناء عدن أنفسهم، باعتبارهم الأقدر على تشخيص التحديات، وتقديم حلول واقعية تتماشى مع طبيعة المدينة واحتياجات سكانها.
وأشار البيان إلى أن النموذج المقترح يعتمد على مبدأ اللامركزية الإدارية والاقتصادية، وتشكيل حكومة محلية مصغّرة تضم كوادر من ذوي الكفاءة والخبرة، تتولى تسيير الخدمات والملفات العالقة، تحت إشراف رقابي من المجتمع المحلي.
خلفية مطلب الحكم الذاتي
ويأتي هذا المطلب في سياق تصاعد الأصوات الشعبية المطالبة بإصلاحات شاملة في مدينة عدن، بعد سنوات من التدهور الذي شمل كافة القطاعات. وقال المجلس إن المدينة التي ظلت لعقود حاضنة لمختلف القوى والمكونات الاجتماعية والسياسية، لا يمكن أن تظل رهينة لصراعات خارجية ومصالح متشابكة تعيق التنمية.
وأضاف المجلس أن أبناء عدن لديهم الإمكانات والكفاءات والخبرات اللازمة لإدارة مدينتهم، إذا ما أُتيحت لهم الفرصة وتم دعمهم بالغطاء القانوني والسياسي اللازم.
دعوة للحوار والتعاون
ودعا المجلس في ختام بيانه كافة القوى السياسية والمكونات المجتمعية، وكذلك السلطات العليا، إلى فتح حوار جاد ومسؤول حول آلية تطبيق الحكم الذاتي لعدن، بما يحقق مصلحة الجميع ويحافظ على وحدة النسيج الاجتماعي ويضع حدًا لمعاناة السكان.
كما طالب المجتمع الدولي ومنظمات الأمم المتحدة المعنية بالحكم الرشيد والتنمية المحلية، بمساندة هذا التوجه من خلال تقديم الخبرات والدعم الفني، والمساهمة في بناء قدرات المؤسسات المحلية التي قد تتولى تنفيذ هذا النموذج.
ردود فعل أولية
وقد بدأت تتوالى ردود الفعل على البيان من شخصيات سياسية وناشطين ومواطنين، حيث لقي المطلب ترحيبًا واسعًا بين فئات عديدة من سكان المدينة، الذين يرون فيه فرصة لاستعادة عدن لدورها ومكانتها الريادية، بينما أبدى البعض تحفظه خشية الانقسام أو تعقيد المشهد السياسي في البلاد.
📢 لمتابعة آخر الأخبار والمستجدات زُوروا قناتنا على التلجرام عبر الرابط:
شارك هذا الموضوع:
فيس بوك
X
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news