عبدالله بن سديف الجدحي أحد القيادات السلفية الحجورية في محافظة المهرة، تحول اليوم لزعيم مليشيا محلية تعرف بدرع الوطن بدعم خارجي، وواجهة لعبث عسكري، ومعول هدم للنسيج الاجتماعي في المهرة، وخنجر من خناجر التيار الحجوري السلفي المتشدد، المغذي للصراع الطائفي والتشدد الديني.
من هو بن سديف؟
كان عبدالله بن سديف الجدحي لاعب كرة قدم، وحارس مرمى في نادي محلي بمديرية قشن بمحافظة المهرة، لكن عشق الرياضة، والحماس الشبابي فيها انتهى فجأة، وتحول الرجل لأحد الشخصيات المتطرفة، ومفتاح من مفاتيح الخراب في محافظة المهرة وخارجها.
اليوم يعد بن سديف أحد الشخصيات المتشددة والمتطرفة، والمنتمية للتيار السلفي المعروف بالحجوري، نسبة لزعيم التيار يحيى الحجوري، المعروف بالنزق والتطرف، والمتسبب الرئيسي بتفجير الحرب في صعدة مع الحوثيين، وهي الشرارة الأولى التي أوصلت اليمن إلى هذا الوضع، كم كان الحجوري سببا في تمزق التيار السلفي في اليمن إلى عدة تيارات.
يحمل بن سديف الجواز السعودي، وشارك في الحرب التي شهدتها محافظة صعدة، فيما كان يعرف بدماج، خاصة جبهة كتاف، وتورط في تجنيد العديد من الأشخاص، الذي لقي بعضهم مصرعهم، بينما تشرد آخرون، وأجبروا على مغادرة صعدة بشكل تام.
الارتباط المشبوه
يرتبط بن سديف بقائد التيار السلفي يحيى الحجوري بشكل وثيق، ويعمل معه في اتجاهين، الأول التيار السلفي الذي يسيطر على المساجد، ويمارس طقوسا دينية متطرفة لم تألفها المهرة من قبل، والثاني التيار العسكري والمتمثل بإنشاء المعسكرات في المحافظة، ويرافق الحجوري في زياراته الخارجية، ويستقبله في المهرة، ويعمل منفذا لأجندته في محافظة المهرة.
هذا الارتباط يتصل أيضا مع قيادات سلفية تعمل في عدة محافظات يمنية، بعدة واجهات عسكرية ودينية، وسعى للتمكين لها في المهرة أيضا، خاصة من خلال درع الوطن، الذي شاركت قيادات سلفية من لحج وعدن في تدريب المجندين في المهرة.
العلاقة مع السعودية
وبما أن بن سديف يحمل الجواز السعودي، وأحد حاملي جنسيتها فقد تحول إلى منفذ ووكيل لأعمالها، ويرتبط بشخصيات في السعودية، سواء داخل السعودية نفسها، أو قوات الرياض المتواجدة في مطار الغيضة، وهي من مهدت له الطريق، استكمالا لأجندتها المشبوهة في محافظة المهرة منذ سنوات، وشكلت له شبكة خطرة من الشخصيات التي تدين لها بالولاء سواء رسمية أو قبلية، ومن الرياض يتلقى بن سديف التمويل المالي، والتوجيهات، ويعمل على تنفيذ كل ذلك في المهرة، وهي من ترعى وتحضر وتشارك في الأنشطة المجتمعية والعسكرية والدينية التي ينفذها لصالحها.
سلفنة المهرة
يعد بن سديف الشخص الرئيسي المتورط في جلب السلفيين إلى محافظة المهرة، وتحديدا مديرية قشن التاريخية، وذلك في العام 2018، ولقي وقتها معارضة مجتمعية شديدة أجبرته على إخراج السلفيين من قشن، والبقاء بشكل محدود.
لكنه عاد مرة أخرى من خلال مليشيا درع الوطن، والتجنيد المشبوه الذي تزعمه، ومنح هذه المليشيا الأرض التابعة لقبيلته في قشن لإقامة معسكرات، بعد رفض رسمي وقبلي واسع لتخصيص معسكرات لها بمديرية الغيضة، ناهيك عن تمكين المليشيا من السيطرة على المساجد، والتوغل في أوساط المجتمع المهري، والترويج للفكر السلفي الحجوري المتطرف.
نقل تجربة صعدة
عمل بن سديف على نقل تجربة السلفيين في محافظة صعدة إلى محافظة المهرة، وهو من نشط لتنفيذ هذا المقترح، مع يحيى الحجوري، بدعم سعودي، وبالتنسيق مع قيادات في السلطة المحلية تقدم التسهيلات لهم، وتظهر في مختلف أنشطتهم الدينية والعسكرية، وعمل على جلب السلفيين من خارج المحافظة إلى المهرة، وأغلبهم ممن شاركوا في الحرب بدماج في صعدة، ليصبحوا قيادات عسكرية ودينية، ويمتلكون مراكز ومساجد، ويطلقون فتاوى التكفير، ويعملوا على شيطنة المجتمع والعديد من الشخصيات القبلية والمكونات المجتمعية، ويفتحون الباب لصراع طائفي وديني متشدد.
زراعة الفوضى
كانت الفتنة في محافظة المهرة نائمة، فأيقظها عبدالله بن سديف الجدحي، من خلال عمليات التجنيد التي ينفذها، والمعسكرات التي يستميت في تشكيلها، من خلال الدعم المالي المشبوه الذي يصل إليه، بعيدا عن الحكومة اليمنية ووزارة الدفاع كجهات رسمية، مستغلا الوضع الاقتصادي المتدهور للسكان، للتغرير بالعديد من الشباب، والزج بهم في معارك غير موجودة، ورفع شعارات زائفة، كتحرير المهرة، ومواجهة أعداء غير موجودين على الأرض.
تمزيق المجتمع
الخطوات والأنشطة التي يقوم بها بن سديف في المهرة تمثل اليوم أكبر عملية لتمزيق المجتمع المهري المعروف بتماسكه القبلي، وكان لبن سديف دورا رئيسيا في إذكاء الخلاف القبلي، وخلق الحساسيات، وانقسام المجتمع، وجلب الأجندة الخارجية، والعمل ضد المؤسسات الحكومية، خاصة الجيش والأمن، من خلال تقديم ميلشياته كبديل لهذه الأجهزة، بل إن دوره المخادع طال السلفيين أنفسهم، وقسمهم لعدة تيارات، وعمل بشكل منظم في التضييق على الشخصيات المعتدلة منهم، وعزلها عن المجتمع، ومحاربتها، وتشويه صورتها.
ويخادع بن سديف السكان هناك بشعارات ووعود زائفة، ويظهر بمظهر المساعد والمنقذ، من خلال الفتات الخارجي الذي يروج لتقديمه لهم، بينما تخفي تلك الأنشطة ابعادا أكبر، تهدف للتغطية عن الدور المشبوه الذي ينفذه في مجتمع المهرة.
أضرار مستقبلية
تحول بن سديف إلى ما يشبه الحصان الأعمى في محافظة المهرة، ويحمل على ظهره بضاعة خطرة، يسوقه فيها التآمر الخارجي، ويمضي مغمض العينين، غير آبه بالتداعيات المستقبلية الناجمة عن الدور المشبوه الذي ينفذه، وهي تداعيات وأضرار تمس النسيج المجتمعي للسكان في المهرة، وتعد خنجرا مسموما في خاصرة الدولة، وبذرة من بذور الطائفية المسمومة التي ستمتد آثارها للداخل والخارج.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news