من صلى يومها بجانب الرئيس؟ وهو يُخفي فتيل الانفجار في قلبه؟

     
المنتصف نت             عدد المشاهدات : 564 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
من صلى يومها بجانب الرئيس؟ وهو يُخفي فتيل الانفجار في قلبه؟

من صلى يومها بجانب الرئيس؟ وهو يُخفي فتيل الانفجار في قلبه؟

قبل 7 دقيقة

في الـ3 من يونيو من العام 2011م ، تحديداً في يوم جمعة حزينة، كانت السماء فوق صنعاء تبدو ثقيلة كأنها تعرف ما سيحدث، كانت الأرض اليمنية حينها ترتجف كأنها تتهيأ لاستقبال أول جريمة إرهابية في تاريخ الإسلام بهذه البشاعة.

في ظهيرة كانت الشمس فيها تترنح فوق رؤوس الجبال كأنها تستعد للمغيب باكراً، جلستُ إلى جوار والدي وبعض من مشايخ ووجهاء المخلاف في مقيلٍ تقليدي، حيث الدخان يتصاعد من نوافذ الوقت، والمجالس مشدودة بحبال القات وأحاديث الذاكرة، لم يكن في الجو ما ينذر بالزلزال، سوى ذلك السكون المريب الذي يسبق الكارثة حين تُضمر السماء نواياها ولا تُفصح، ثم جاء الخبر كمن يقتلع جداراً من الروح، جريمة إرهابية تُسفك فيها الأرواح عبثاً، هبط علينا الخبر كنكبة وجودية، جريمة جديدة في تاريخ اليمن قديمة في جذورها، المؤلم في الأمر أننا كنا نتابع الأخبار عبر قنوات تتبع جماعة الإخوان والحوثي، وكنا نشاهد الجريمة بصوتهم كما لو أنها بياناً انتصارياً، لم يتعلثم مذيعي الأخبار من هول الجريمة، لم تخنقهم العبرة من فضاعة وبشاعة الجريمة، بل نقلوا الخبر كمن يذيع بلاغ فتح مبين، كم يزف خبر مولوداً إيديولوجياً في حضن وطن مذبوح، لم استطع تمالك نفسي من الغضب، صرخت شاتماً دون أن أُدرك بوجود كل من حولي، كان الجميع في حالة صمت، حينها أدركت بأن هذا الدم المسفوك سيكون بمثابة البيان الأول لحقبة كلها حروب وصراعات لا تنتهي.

في مسجد دار الرئاسة حيث يُفترض أن يُرفع الدعاء لا أن تُزرع القنابل، اجتمعت قلوب مسؤولي الدولة على طُهر الصلاة، فافترشت نوايا الخير لتجنيب الوطن ويلات الحروب والانقسام، لكن شياطين الإخوان المسلمين ( حزب الإصلاح) كانت قد تسللت بثوب الإخوة إلى عقر بيت الله مدججة بالقنابل والصواريخ والمخططات.

لم يُفجر المسجد فقط، بل تفجرت معه صورة الشعارات السلمية التي تشدقت بها قوى الإرهاب والتطرف، لم يسأل أحد لماذا يُستهدف رأس الدولة داخل مسجد دار الرئاسة؟ وماذا يعني أن تُمزق هيبة الدولة في رحم بيت من بيوت الله؟ 

إنها ليست مؤامرة فقط، بقدر ماهي جريمة إرهابية مكتملة الأركان.

لم يكن ما حدث مجرد تفجير، بقدر ما كان تجلياً فاقعاً لأحقاد أُعدت ودُبرت بليل، جماعات دينية متطرفة لبست عباءة الدين وتوضأت بالدم، ففي لحظة واحدة تهاوى سقف المسجد على أجساد قادة دولة، وكأن الدولة نفسها سقطت في السجود الأخير.

لقد أرادت جماعة الإخوان برفقة حلفائها الحوثيين أن تبدأ عهدها الجديد بصلاة ملطخة بدماء الأبرياء من قادة الدولة، تفجير في دار الرئاسة لا في جبهة قتال، بل في بيت من بيوت الله، وأثناء ركوع قادة الدولة بين يدي الله، أي إثم هذا؟ وأي رسالة أرادوا إيصالها؟

كان الرئيس علي عبدالله صالح حاضراً بجسده، غائباً عن المؤامرة التي حيكت خلف الستار، أرادوا أن تكون النهاية دموية، تليق ببداية مشروعهم الكبير في اقتسام اليمن كما تُقتسم الولائم، لكن ما حدث تباعاً كان أكبر مما خططوا له، بلاد سُرقت، وملايين هُجروا، ومن خطط وفجر ونفذ فر هارباً كفأر جريح تحت جنح ظلام حالك.

أراد الإخوان دولة ينهشونها من الداخل باسم الشرعية، والحوثي كان يعد عدته من صعدة للحظة سقوط رأس البلاد ليملأ الفراغ ويعيد اليمن للعصور الغابرة كما هو الحال اليوم.

كلاهما وإن بدا في الظاهر عدوين، إلا أنهما اشتركا في تلك اللحظة، لحظة تفجير دار الرئاسة، التي لم تكن فقط استهدافاً للشهيد صالح ورفاقه، بل استهدافاً لوطن ولمقدرات 33 عام، وإسقاط هيبة الحكم من منبر المسجد، ومن ثم إعلان ولادة يمن جديد مشوه الملامح، تحكمه الخرافة وتسيره الكراهية.

هكذا تُغتال الدول، ليس برصاصة في الرأس، بل بقنبلة في قلب الصلاة، وبخيانة في محراب البيت، وبصمت من يدعون الطهارة.

لقد كانت تلك الجمعة إعلاناً غير مكتوب لانتهاء التعايش السياسي في اليمن، وبداية عهد الكراهية الشاملة، من هنا بدأ المسلسل الدموي، مسلسل الحروب، والإنقسامات، مسلسل انهيار الدولة وجرف كل مقدراتها ومنجزاتها، فالغدر والجريمة لم يكن مجرد نهاية فصل، بل بداية انفجار قصة بأكملها مازلنا نعيش تفاصيلها لليوم.

ولذا فإن إن جريمة دار الرئاسة لم تكن فقط جريمة اغتيال جسدي، بل اغتيال أخلاقي، ووطني، حيث أنها كانت بمثابة نقطة التحول التي كشفت كيف يمكن للسياسة أن تهوي بالدين إلى أداة قتل، وكيف يمكن للخصومة أن تُحول الوطن إلى ساحة قتال بلا قيم.

ختاماً:

ما زال السؤال قائماً يطارد من بقى؟

من صلى يومها بجانب الرئيس، وهو يُخفي فتيل الانفجار في قلبه؟


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

صحيفة بريطانية: قادة حوثيون داخل محطة الطاقة التي قصفتها إسرائيل في صنعاء

تهامة 24 | 847 قراءة 

تخوف كبير من هذا الأمر القادم الليلة

كريتر سكاي | 812 قراءة 

تحركات أمريكية ـ بريطانية في مجلس الأمن لقرارات جديدة بشأن اليمن

نيوز يمن | 775 قراءة 

البنك المركزي يمهل شركات الصرافة 72 ساعة لنقل حسابات المؤسسات الحكومية

حشد نت | 653 قراءة 

الحوثيون يحوّلون ذكرى مولد النبي محمد إلى موسم نهب اليمنيين

حشد نت | 558 قراءة 

بعد أربع سنوات من مقتله.. العثور على مقتنيات الشاب "السنباني" داخل معسكر للانتقالي في لحج

يمن شباب نت | 456 قراءة 

البنك المركزي يستعد لاستقبال الدفعة الأولى من الدعم الدولي لإنعاش الاقتصاد

تهامة 24 | 446 قراءة 

انكشاف مالي يضرب الحوثيين بعد خسائر بمؤسسة "القرض الحسن" التابعة لحزب الله

حشد نت | 365 قراءة 

الكشف عن هوية القيادي الحوثي المسؤول عن ممارسة تعذيب المعتقلين والمختطفين في سجون صنعاء

يمن فويس | 322 قراءة 

الكشف عن ماسيحدث خلال الايام القادمة بشان صرف العملات بعدن

كريتر سكاي | 317 قراءة