يمن إيكو|تقرير:
وصلت حاملة الطائرات الأمريكية (يو إس إي هاري إس ترومان)، أمس الأحد، إلى الولايات المتحدة عائدة من مهمة شاقة وصعبة تكللت بحوادث وخسائر لا تنسى في البحر الأحمر.
ووفقاً لخدمة توزيع المعلومات التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية فقد قضت حاملة الطائرات الأمريكية ثمانية أشهر في انتشارها بمنطقتي الأسطول الخامس والسادس قبل عودتها إلى الولايات المتحدة.
وكان الجزء الأكبر من هذه الفترة في البحر الأحمر، حيث وصلت حاملة الطائرات في منتصف ديسمبر الماضي إلى المنطقة لاستبدال الحاملة (لينكولن) ضمن عملية (حارس الإزدهار) التي أطلقتها إدارة بايدن لمواجهة قوات صنعاء.
وفي فبراير الماضي عادت الحاملة إلى البحر الأبيض المتوسط لإجراء صيانة في ظل وقف إطلاق النار في غزة، لكنها عادت في مارس مع انطلاق حملة القصف التي أطلقتها إدارة ترامب ضد اليمن.
وطيلة فترة تواجدها في البحر الأحمر حافظت الحاملة (ترومان) على مسافة كبيرة بينها وبين السواحل اليمنية (لا تقل عن 600 كيلو متر) للابتعاد عن الهجمات التي تشنها قوات صنعاء.
وكانت حاملة الطائرات (ترومان) أكثر حاملات الطائرات الأمريكية تعرضاً لهجمات قوات صنعاء على الإطلاق، حيث أعلنت الأخيرة عن استهداف الحاملة بعشرات العمليات، وخصوصا أثناء الحملة التي شنتها إدارة ترامب.
وقال قائد الحاملة ترومان كريستوفر هيل، إن حاملة الطائرات استخدمت أكثر من 1.1 مليون رطل من الذخائر خلال 50 يوماً من المواجهة مع الحوثيين، وفقاً لما نقل موقع أخبار المعهد البحري الأمريكي.
رصيد من الخسائر غير المسبوقة:
ومع ذلك، لم يكن “الردع” هو العنوان الأبرز لانتشار الحاملة (ترومان) في البحر الأحمر، بل كانت “الانتكاسات” والخسائر غير المسبوقة التي تعرضت لها أثناء الاشتباك مع قوات صنعاء، ففي 21 ديسمبر الماضي وبعد أسبوع فقط من وصول الحاملة إلى المنطقة، أسقطت السفينة الحربية (جيتيسبيرج) مقاتلة أمريكية من طراز (إف-18) أثناء محاولتها التصدي لهجوم واسعة شنته قوات صنعاء على حاملة الطائرات والسفن التابعة لها، وقد كادت الحادثة أن تودي بمقاتلة أخرى من النوع نفسه، الأمر الذي سلط الضوء على المخاطر المرتفعة التي استطاعت قوات صنعاء أن تضع البحرية الأمريكية تحت وطأتها.
وبعد أقل من شهرين، أعلنت البحرية الأمريكية أن الحاملة (ترومان) اصطدمت بسفينة تجارية بالقرب من قناة السويس، ما أدى إلى “تمزق في جانب الحاملة وثقب هيكلها، كما لحقت أضرار بمؤخرة مصعد الطائرات الأيمن”، حسب موقع أخبار المعهد البحري الأمريكي.
وبعد ذلك تمت إقالة قائد الحاملة (ترومان) واستبداله بقائد الحاملة (أيزنهاور) كريستوفر هيل، لكن الأخير لم يتمكن من وضع حد للخسائر، ففي أواخر ابريل فقدت الحاملة مقاتلة من نوع (إف-18) أثناء قيامها بانعطاف حاد لتفادي هجوم واسع شنته قوات صنعاء، وبعد أسبوع فقط، خسرت حاملة الطائرات مقاتلة أخرى من طراز (إف-18) تزامناً مع هجوم آخر شنته قوات صنعاء قبل وقف إطلاق النار بساعات قليلة.
مهمة صعبة وفترة صيانة مكلفة وطويلة:
ووفقاً لتقرير نشره موقع “ستارز آند سترايبس” العسكري الأمريكي ورصده “يمن إيكو”، فقد “شوهدت شقوق كبيرة على الجانب الأيمن من جناح حاملة الطائرات بعد وصولها إلى الولايات المتحدة، في دليل على ما مرت به الحاملة وطاقمها”.
وقال قائد المجموعة الهجومية التابعة للحاملة (ترومان) الأدميرال شون بيلي: “لقد كانت مهمة طويلة ومليئة بالتحديات، وفريدة من نوعها في مسيرتي المهنية بأكملها”، حسب ما نقل موقع المعهد البحري الأمريكي.
وقال قائد المدمرة (ستاوت) ديزموند ووكر: “إنها المرة الأولى التي أشهد فيها قتالاً فعلياً”.
وفيما تستعد حاملة الطائرات (ترومان) لفترة صيانة طويلة الأمد ومكلفة بعد المهمة الشاقة، صرّح قائد قوات الأسطول الأمريكي، الأدميرال داريل كودل، بأن “عمليات النشر التي تمتد لأكثر من ثمانية أشهر تُحدث تأثيراً كبيراً غير متناسب على عدة جوانب: العائلات، والجاهزية المادية، والتأثير على الاستدامة طويلة المدى”، حسب ما نقل موقع المعهد البحري الأمريكي.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news