المرأة و التعليم بين فِكرِ الإسلامِ و التحريفِ المُجتمعي

     
موقع الأول             عدد المشاهدات : 46 مشاهده       تفاصيل الخبر       الصحافة نت
المرأة و التعليم بين فِكرِ الإسلامِ و التحريفِ المُجتمعي

كتاب الرأي

في رُكنٍ ما من هذا العالم، لا تزالُ المرأةُ تُحرمُ من حُقوقِها كالتعليم، بسببِ بعضِ معلوماتِ كاذبةٍ نُسبة للدينِ الإسلامي؛ لتمنعَ المرأة من التعلم، بينما هذا الدينُ العظيم كرمَ المرأةَ و أعطاها حقوقاً كالرجل، بل وأعطاها مكانةً عظيمة، و نزلت آياتٌ قُرآنيةٌ و أحاديثُ نبوية تحثُ على الإهتمام بها و عدمِ ظلمها.

لكن الآن باتَ الأبُ الذي هو السندُ الوحيدُ لإبنته؛ يحرمُها من حُلمهِا بالتعليم، بحُجةِ أن الدين أمر أن تبقى المرأةُ في المنزل، و لا تتعلم إلا ما يكفي لفهمِ القراءةِ و الكتابة.

تقول مريم (اسم مُستعار) : "أخبرت أخي الأكبر أنني أريدُ أن أُصبح طبيبةً في المستقبل، فضحك بسخريةٍ ثم قال: أنتِ تمزحين بالتأكيد، نحنُ عائلةٌ مُتدينةٌ و لها سمعةٌ طيبة، ثم أكمل: أنتِ لا مكانَ لكِ سوى المنزل ثُمَ منزلُ زوجكِ المُستقبلي، أما غير ذلك فلا تحلمِ"، قالت تلكَ الكلماتِ بتصريحٍ مُهتزٍ و على وجهِها إبتسامةُ خُذلانٍ، تُحاولُ منعَ مشاعِرها من الإنتهيار

في لحضةِ طلبِ الفتاةِ الموافقةِ من أهلها لتبدأ مسيرةَ التعلُمِ و تحقيقِ حُلُمِها؛ تُخبِرُها عائلتُها أنهم ملتزمونَ دينياً، و هذا خارجٌ عن الأخلاقِ الدينية، ما يسمونهُ بالخروجِ من المنزلِ للذهابِ للتعلم

ما يجهلهُ البعضُ في هذا المُجتمعِ أن الدين حثَ على التعلم و العمل للرجالِ و النساءِ على حدٍ سواء، و في الحديثِ الشريف: "طلبُ العلمِ فريضةٌ علة كُلِ مُسلمٍ و مُسلمة" ، و بالتأكيد جميعُنا نعلم أن أُم المؤمنينَ عائشة رضي الله عنها كانت من أكثرِ رواةِ الأحاديثِ النبوية، حيثُ روت ما يُقارب ٢٢٠٠ حديثاً، و كانت مرجعاً علمياً في الفقه، التفسيرِ، الشعرِ، و الطب، و عَلَمت النساءَ و الرجالَ، و لُقبت ببحرِ العِلم

و بينما تنتشرُ المعلوماتُ المُضللةُ بين أوساطِ المُجتمع، يجهلُ الكثيرُ حقائقَ دورِ المرأةِ المُسلمةِ سابقاً في التعلم، فأولُ جامعةٍ في العالم أُنشأة عام 859 ميلادي و التي أسستها إمرأةُ مُسلمة تُدعى فاطمة الفهرية المُلقبة بـ " أُم البنين "، وهي جامعة القرويين في" فاس " المغربية.

فالحقيقة أن الدين لم يأمر بظُلمِ المرأة بل إنصافها و إكرامِها في كُلِ شي، فاللهُ سُبحانهُ وتعالى يقول في كِتابه "فَنَادَاهَا مِن تَحتِهَآ أَلَا تَحزَنيِ" و قال "وَ لَا تَخَافي وَ لَا تَحزَني إِنَّا رَآدُّوهُ إِلَيكِ" أي أنهُ سبحناه و تعالى أكد على الا تحزن المرأة و أن مشاعرها أهم، و قال نبيُنا عليه الصلاةُ و السلام: "استوصوا بالنساءِ خيراً" و قالَ عنهم " المؤنساتُ الغاليات "

لكن هُناك فئاتٌ تنشرُ معلوماتٍ كاذبةٍ عن الدينِ لتمنعَ المرأة من التعلم أو من حُقوقِها الأُخرى؛ مما أدى لجعلها تعيشُ حياةً بلا رأي و بلا مجالٍ للحُلمِ، لترى نفسها كطبيبةٍ أو مُعملة، بل كربةِ منزلٍ و أُمٍ مُرغمةٍ على العملِ بصمت.

يعتقد البعض أن الدين الإسلامي خلق المرأة لتكون خادمةً في المنزلِ فحسب، لتتزوج دونَ طلبِ رأيها، و تعمل حتى يتوفاها القدر، لكِنَ الدين لم يذكر أياً من ذلك سواءً في القُرآنِ أم الأحاديثِ النبوية، فيستشهِد البعضُ بالآيةِ الكريمة" الرجالُ قوامونَ على النساء " لكنهم لا يفهمونَ تفسيرها مُطلقاً و يضعونها كبطاقةٍ رابحةٍ لهم، بينما تعني الآيةُ أنه يجب على الرجالِ أن يقوموا عليهنَّ في كل شيءِ كصرفِ المالِ لهُن، حمايتُهُنَّ و الوقوفِ معهنّ.

تُنشرُ أللفاظٌ في المُجتمعِ مثل " أنتِ إمرأة و مكانُكِ المطبخ " و " مكانُكِ البيت ثمُ بيتُ زوجك ثُم قبرُك "، هذا الأمر لم يكن ليقولهُ نبيُنا الكريم، و ما تظنُ أنهُ ليسَ لائقاً بالنبي كيف تظنُ أن الله قد يأمرُ به! هذا الأمرُ كانَ سائِداً عِندَ الفراعنةِ فحسب، فكان فرعون يقول أن النساء يخدمنَّ فحسب، و أنهُ لا رأيَّ لهُنّ، و الان في هذا المُجتمعِ تُنشرُ هذهِ القوانينُ الفرعونيةُ على أنها قوانينٌ في الدينِ الإسلامي

هذهِ القوانينُ المُلفقةُ أدت لُظلمِ المرأةِ، و جعلِها تعيشُ حياةً مُقيدة، في حيّنِ أن الكثيرَ من الفتياتِ يدرسنّ في المدارسِ و يحصلنَّ على إمتيازاتٍ و مراكزٍ عالية، إلا أن الكثيرَ منهنَّ غادرنَ المادرسَ بقلوبٍ مُحطمةٍ لا زالَ خيطٌ منها عالقٌ في زيّ طبيبةٍ، أو مُحامية، هذا الأمرُ ترك أثراً عميقاً للفتاةِ، من حرمانها من فُرصِ العمل، و عزلِها عن النقاشاتِ المُجتمعية، بل و ترسيخِ النظرةِ الدنيويةِ عنها كمجردِ أداةٍ منزلية، ترك هذا لها تساؤلاتٍ كلماذا لا تتساوى مع الرجُل و رُبما تمنياتٍ بأن لم تُخلق كإمرأة!

كل تلك القوانين المزيفةَ التي نُسبت إلى الدينِ الإسلامي لم تؤثر على الفتاةِ المُسلمةِ فحسب؛ بل أعطت صورةً سيئةً عن الدينِ الإسلامي، و هذا ما جعلَ الكثيرَ من الغربِ يظنونَ أن ديننا يظلمُ المرأة و يسلبُها حُقوقها، هذا أيضاً جعل الكثير يتراجع عن الدخول للدين الإسلامي، و التحدث بسوءٍ عنه كأنهُ دينٌ يمنعُ النساءَ من التعلُمِ و العمل، وجعلِها كخادمةٍ للعملِ فحسب .


Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news


تابعنا على يوتيوب

تابعنا على تويتر

تابعنا على تيليجرام

تابعنا على فيسبوك

تنويه هام للمسافرين عبر منفذ الوديعة إلى السعودية: مصادرة مواد ممنوعة تتسبب بخسائر للمسافرين

سما نيوز | 1043 قراءة 

بعد أنباء عن إقصائه من المجلس الرئاسي..طارق صالح يقر بالتقارب مع الحوثيين

العاصفة نيوز | 850 قراءة 

القيادي الحوثي ومحافظ ريمة فارس الحباري يدلي بشاهدته بحق الشيخ حنتوس ( فيديو)

اليوم برس | 536 قراءة 

شاهد اول صورة ينشرها مسؤول حكومي للشهيد الشيخ صالح حنتوس (صورة)

المشهد الدولي | 421 قراءة 

قضية غريبة تهز صنعاء.. ابن يُلزم والده بخطبة بنات قادة حوثيين منهم ”المشاط” و”المداني” !

المشهد اليمني | 381 قراءة 

صورة مذهلة لمطار صنعاء الجديد.. وهكذا ضاعت فرصة إنقاذ الاقتصاد اليمني

المرصد برس | 367 قراءة 

أول صورة للشيخ الشهيد صالح حنتوس بعد استشهاده بقصف حوثي في ريمة

يني يمن | 340 قراءة 

ميليشيا الحوثي تقتل شيخًا سبعينيًا رفض إغلاق داره القرآنية

حشد نت | 316 قراءة 

اول تعليق للرئاسة اليمنية حول استشهاد الشيخ صالح حنتوس

بوابتي | 312 قراءة 

اول تصريح لحزب الإصلاح حول اغتيال الشيخ حنتوس

بوابتي | 238 قراءة