3 يونيو.. ذكرى مؤلمة في تاريخ اليمن لن تمحى بالتقادم
قبل 6 دقيقة
في الثالث من يونيو، تحل علينا ذكرى أليمة ومفصلية في تاريخ اليمن الحديث، ذكرى استهداف جامع دار الرئاسة في العاصمة صنعاء. هذا الهجوم الغادر الذي استهدف بيتًا من بيوت الله، لم يستهدف فقط المصلين الآمنين، بل استهدف رمزًا من رموز الدولة اليمنية، وخيرة رجالها، وعلى رأسهم الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح، الذي أُصيب إصابة بالغة جراء هذا الاعتداء الآثم
.
لم يكن استهداف جامع دار الرئاسة مجرد عمل إرهابي، بل كان نقطة تحوّل خطيرة في مسار الأحداث في اليمن. لقد مثّل هذا الهجوم تصعيدًا غير مسبوق في العنف، واستهدافًا مباشرًا للدولة ورموزها، وتقويضًا لأسس الأمن والاستقرار في البلاد والتي كانت تسعى من خلالها الجماعات المتطرفة والمتمثلة بحزب الإصلاح إلى تأجيج الوضع وجر اليمن لحرب شوارع كما كانت تدل شعاراتهم حينها بأنهم يريدون الاحتكام للشارع وليس لشرع الله.
في يوم الجمعة الموافق 3 يونيو 2011، وبينما كان المصلون يستعدون لأداء صلاة الجمعة في جامع دار الرئاسة، وقع انفجار مدوٍ هز أرجاء المكان. استهدف الهجوم قيادات الدولة وعلى رأسهم الرئيس علي عبدالله صالح، الذي كان يؤدي الصلاة. أسفر الهجوم عن سقوط العديد من الشهداء والجرحى، من بينهم شخصيات بارزة في الدولة، وقيادات عسكرية وأمنية، ومصلون أبرياء مما أحدث فراغًا كبيرًا في السلطة، وأضعف مؤسسات الدولة.
كما ساهم هذا العمل الإرهابي في تأجيج الصراع السياسي والاجتماعي في اليمن، وزيادة حدة الانقسامات بين الأطراف المتنازعة، مما أدى إلى زعزعة الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد، وفتح الباب أمام المزيد من الفوضى والعنف.
إضافة إلى عرقلة جهود التسوية السياسية، واجهاض فرص الحوار والتوافق بين الأطراف اليمنية.
في ذكرى استهداف جامع دار الرئاسة، نستذكر بكل أسى وحزن الشهداء الذين سقطوا في هذا الهجوم الغادر، ونتوجه بالدعاء إلى الله أن يتغمدهم بواسع رحمته، ويسكنهم فسيح جناته.
كما نستذكر الرئيس الشهيد علي عبدالله صالح، الذي كان رمزًا للوحدة الوطنية، وقائدًا سعى إلى تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن حتى حين كان مثقلآ بجراحة كان حقن دماء اليمنيين من اولوياته، حيث ان خطابه الشهير والذي بدأه بجملة (إذا انتم بخير فأنا بخير)، والذي وجهه للشعب ولمحبيه، كان كفيلًا بتهدئة الأوضاع، وتجنيب الوطن انهارًا من الدماء كانت ستُسفك حينها.
إن ذكرى استهداف جامع دار الرئاسة هي ذكرى لن تمحيها السنين من ذاكرتنا، وسيظل هذا اليوم المشؤوم وصمة عار ترافق من تآمروا على الدولة، ونفذوا هذا العمل الغادر والجبان، وستسجل في أسوأ صفحات التاريخ.
إن استهداف بيوت الله وقتل الأبرياء، هو عمل إجرامي يتنافى مع جميع القيم والمبادئ الإنسانية والدينية. يجب على الجميع إدانة هذه الأعمال الإرهابية، والعمل على مكافحة الفكر المتطرف الذي يقف وراءها.
رحم الله شهداء جامع دار الرئاسة، وألهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان. وإنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news