يمن إيكو|تقرير:
مع اقتراب عيد الأضحى 2025، يشهد سوق المواشي في الدول العربية ارتفاعاً لافتاً في الأسعار، ما يضع الشعيرة الدينية في مرمى الضغوط الاقتصادية التي تعاني منها فئات واسعة من المواطنين في مختلف البلدان، حيث ارتفعت أسعار الأضاحي بنسبة تتراوح بين 10 إلى 30% في عدد من الدول، وفقاً لتقرير موسع نشرته الجزيرة نت، ورصده موقع “يمن إيكو”.
وحسب التقرير، فإن الارتفاع المتفاوت من بلد عربي إلى آخر يأتي في ظل تصاعد تكاليف الأعلاف والنقل وغياب الدعم الحكومي في بعض الأسواق، ففي الأردن، بلغ متوسط سعر الأضحية (الخروف) نحو 250 ديناراً أردنياً (352 دولاراً)، مع تفاوت بين المحلي والمستورد، وارتفاع بنسبة تصل إلى 25% مقارنة بالعام الماضي.
وأوضح التقرير أن متوسط سعر الأضحية في السعودية- التي تعد أكبر سوق للأضاحي في العالم العربي بحكم أعداد الحجاج- بلغ 1750 ريالاً (466 دولاراً)، فيما تراوحت أسعار الأبقار بين 7000 إلى 11 ألف ريال سعودي، وهي أرقام تعكس حجم الطلب الاستثنائي وتأثر السوق بموسمية الحج.
وسجلت قطر والإمارات أسعاراً متقاربة في متوسط الأضاحي بحدود 1300 ريال (356 دولاراً) و1700 درهم (462 دولاراً) على التوالي، مع استقرار في الأسعار مقارنة بالعام الماضي. أما في الكويت، فتراوح سعر الأضحية بين 244 و488 دولاراً، مع عرض لحوم مستوردة بأقل من سعر الخليجي أو المحلي. وفي سلطنة عمان، لم تختلف الأسعار كثيراً، وبقي متوسط سعر الخروف عند حدود 140 ريالاً عمانياً (364 دولاراً). حسب تقرير الجزيرة نت.
وفي ليبيا وفلسطين، سجلت أسعار الأضاحي مستويات مرتفعة قاربت 500 إلى 850 دولاراً في المتوسط، وهو ما يعادل أحياناً رواتب شهرية لمواطنين كُثر. أما في مصر، التي كانت تشهد ارتفاعات متوالية في أسعار اللحوم، فقد استقرت أسعار الأضاحي بشكل نسبي هذا العام مع تسجيل متوسط 15 ألف جنيه (302 دولار) للخروف، و80 ألف جنيه للبقرة (1608 دولارات).
وسجلت أسعار الأضاحي في الجزائر وتونس ارتفاعاً طفيفاً، ليتراوح سعر الأضحية في الجزائر بين 528 و1208 دولارات، بينما تجاوز في تونس 469 دولاراً في بعض الحالات، وسجل سعر الأضحية في العراق وموريتانيا ولبنان والسودان تفاوتاً ملحوظاً، لكنه ظل ضمن إطار الإنهاك العام للمواطن بفعل استمرار التضخم وتراجع القدرة الشرائية.
ورغم أن الأسعار في سوريا تراجعت هذا العام مقارنة بعام 2024، إلا أن متوسط تكلفة الأضحية بقي عند 235 دولاراً، وهو رقم يفوق الحد الأدنى للأجور بأضعاف. في السودان، تباينت الأسعار حسب الولايات، وسجّلت أعلى قيمة في كسلا والقضارف (300 دولار)، وهي أرقام باهظة وسط انهيار اقتصادي حاد وانعدام شبه تام للدعم الحكومي.
تشير هذه الأرقام إلى أن ارتفاع أسعار الأضاحي في موسم 2025 لا ينفصل عن السياق الاقتصادي العام في البلدان العربية، الذي يتسم بتراجع القوة الشرائية وارتفاع كلفة الاستيراد والنقل، إلى جانب اضطرابات سلاسل التوريد، وتراجع الدعم الزراعي في بعض الدول، فضلاً عن آثار النزاعات المحلية والإقليمية التي أضعفت الإنتاج المحلي للثروة الحيوانية.
في المقابل، بدأ بعض المواطنين يلجأون إلى حلول بديلة مثل الشراكة في الأضحية، أو الاكتفاء بالتبرعات، أو التخلي عن الذبح في ظل الأولويات المعيشية الملحة. ومن المتوقع أن تشهد بعض الأسواق انخفاضاً في حجم الطلب العام، لا بسبب تراجع الالتزام الديني، بل لأن الكلفة لم تعد في متناول الجميع. حسب تقرير الجزيرة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news