من كان يصدق أن يُصبح خروف العيد .. حلمًا بعيد المنال في بيوت مدينتنا؟ وأن يتحوّل ما كان رمزًا للفرح والبركة .. إلى وجعٍ يُطوِّق القلب، وخجلٍ يُطأطئ الرأس أمام أعين الأبناء.
وأضحية العيد .. التي كنا نُكرم بها الأهل والجيران، ونتقاسم منها مع الفقراء والمساكين، باتت اليوم امتيازًا لمن يملك مالًا فائضًا .. أو قلبًا لا يشعر بثقل العجز، ولا يسمع أنين الكرامة حين تُدهس.
ثلاثمئة ألف ريال يمني .. ثمن أضحية واحدة، في بلدٍ راتب الموظف فيه لا يكفي لثلثها، ولا يُطعم أسرته لأسبوع.فأي فرح يُرتجى من عيدٍ تُصلب فيه الأحلام على واجهة الأسعار؟ وأي عيدٍ حين يُذبح المواطن كل يوم، وتُعلّق كرامته في سوق الغلاء بجانب لحم الأضاحي؟
ما عاد الناس يسألون: ماذا نُضحي؟ بل يسألون: كيف نعتذر لأطفالنا عن عجزٍ لا ذنب لنا فيه؟
العيد ليس لمن اشترى أضحية ..العيد لمن ظلّ واقفًا رغم الفقر، مُحافظًا على إنسانيته في وطنٍ يُذبح كل يوم .. بلا خروف.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news